للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدراسي، بل يكفي أن نقيسه عند أول عهده بكل مدرسة يلتحق بها فتساعدنا هذه المعرفة على الحكم عليه.

ولقد استعاضت بعض كليات الجامعات عن امتحانات القبول باختبارات الذكاء فتستعمل الآن كلية كولومبيا اختبار ثورنديك بدل امتحان القبول الذي كانت تعقده في أول كل عام دراسي للطلبة الذين يرغبون الالتحاق بالكلية. ولقد نجحت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً يدل على ذلك ما قاله الأستاذ هوكس عميد الكلية من أن الطريقة الجديدة (تبين بوضوح ودقة أعظم مما عهدناه في أية طريقة أخرى ما إذا كان الطالب سينجح في جامعة كولومبيا أم لا)

ثانياً - التوجيه التعليمي

يرجع ازدياد نسبة فشل الطلبة في الامتحانات لعدة أسباب منها عدم ملاءمة الدراسة لكل الأفراد، إذ أن ما يلائم شخصاً لا يلائم الآخر، ولقد دعت نفس هذه الفكرة في البلاد الأوروبية والأمريكية إلى امتحانات التحصيل المقننة واختبارات الذكاء إذ يمكن من نتائج هذه الاختبارات الحكم على ملاءمة الدراسة للتلميذ أو تغييرها ثم إدماجه في دراسة أخرى أكثر موافقة لمواهبه الطبيعية

وليس هناك شك كما قلنا في أنه يوجد ارتباط وثيق بين مقدار تحصيل الطفل الدراسي وذكائه، فالطفل الذكي هو الذي يستمر في دراسته بنجاح مطرد، بينما الطفل الغبي هو الذي يفشل فيها، ويرجع هذا الارتباط إلى أن الدراسة في الفرق العليا تحتاج لدرجة ذكاء عالية، وهذا مما يجعل الأغبياء في الغالب يقفون عند حد لا يتعدونه مهما حاولوا التغلب وبذلوا من جهد. ولقد قدر الأستاذ ترمان بأن الذين يقل مستوى ذكائهم عن ٨٠ في المائة لا يتمكنون من أن يدرسوا بعد الدراسة الابتدائية، فإذا ما انتقلت هذه الفئة إلى دراسة تحتاج لمستوى ذكاء اكبر من هذا المستوى تكرر فشلهم، وعلى هذا يجب أن يوجهوا إلى دراسات أخرى، وهذا هو السر في بعض حالات لا يتيسر لسوى المشتغلين بالذكاء أن يكشفوها. فكم من طالب مثلاً كان في دراسته الابتدائية ناجحاً لا يفشل في سنة من سنيه الدراسية حتى يعتقد والداه والمتصلون به أنه ذكي، ومثل هذا الصنف من الطلبة إذا ذهب إلى المدارس الثانوية وجد صعوبات كثيرة في الدراسة خصوصاً الدروس المجردة والتي تحتاج إلى تفكير عميق كالجبر والرياضة. الخ إذ في الغالب تتطلب هذه المواد ذكاء اكبر من

<<  <  ج:
ص:  >  >>