تهمنا في هذا الموضوع بحث فقد أوجد العلاقة بين مراتب الذكاء المختلفة والمهن المتعددة وقال إن النجاح في مهنة ما لا يتيسر لكل شخص إذا كان الذكاء دون المستوى المعين. ومن هذا يتبين قيمة التوجيه المهني وكيف أنه يعمل لمصلحة الفرد والمجتمع في آن واحد. ولقد اهتم بإيجاد مستويات الذكاء للمهن المختلفة كثير من العلماء. ولقد ذكر الأستاذ ترمان أنه يجب ألا يشجع أي شخص إذا كانت درجة ذكائه أقل من ١٠٠ لأن يمتهن مهنة من المهن الراقية التي ذكرها وهي تشمل الأطباء وقادة الرأي والمربين والمهندسين وأصحاب المشروعات والكتاب. فالنجاح في مثل هذه المهن لا يمكن أن يحصل عليه إلا من كانت درجة ذكائهم أعلى من ١١٥ - ١٢٥ ولقد أجرى الأستاذ فلاندر عدة تجارب استخلص منها أن من كان ذكاؤهم يتراوح بين ٧٠ و٨٠ يمكنهم أن يتخذوا الأعمال الآلية مهنة لهم؛ فعلاقة الذكاء بالتوجيه المهني حينئذ تقع في تحديد مستوى الذكاء المهني الذي يمكن الفرد من النجاح. وهكذا نجد أن اختبارات الذكاء تفيد في تحديد العمل الذي يمكن أن يؤديه الشخص على أحسن ما يمكن. على أن هناك أشياء أخرى يجب دراستها لتوجيه الفرد توجيهاً مهنياً وهي:(١) القدرات الخاصة (٢) التحصيل المدرسي (٣) البيئة المنزلية (٤) الميول والمزاج (٥) الصحة والقدرات الجسمية (من حيث القوة والسرعة والدقة)
رابعاً - تقسيم التلاميذ إلى فرق وفصول
يقسم بعض نظار المدارس في مصر التلاميذ إلى فصول مراعياً ترتيب أسمائهم حسب ترتيب الحروف الأبجدية، ويراعي البعض الآخر أجسام التلاميذ ويرتبهم حسب أطوالهم فيضع الصغار في فصول والكبار في أخرى، ويقسمهم البعض الآخر حسب ترتيب أعمارهم الزمنية. وقد ظهر فساد هذه الطرق بعد أن قسنا ذكاء عدد كبير من التلاميذ وتبين لنا أن القوة العقلية لبعض التلاميذ في فصل من فصول السنة الثانية الابتدائية كانت تعادل قوة التلميذ المتوسط الذي عمره ١٣ سنة في حين أن القوة العقلية لتلاميذ آخرين أقل من قوة الطفل الذي عمره ٧ سنين. وفي فصل من فصول السنة الثالثة بمدرسة أخرى وجدنا تلاميذ تعادل قوتهم قوة الطفل المتوسط من سن ٨ سنوات وآخرين قوتهم العقلية تزيد على قوة التلميذ المتوسط من سن ١٤ سنة وهكذا في سائر الفصول
ولا يخفى ما في هذا من الأثر السيئ على كل من التلاميذ الأذكياء والأغبياء الذين