للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ضعيف العقل وإنما كل ما يستطيعه المربي من تعليم ضعيف العقل هو تكوين عادات خاصة حتى لا يكون شراً ووبالاً على المجتمع؛ وهنا نجد ضرورة تحديد نسبة الذكاء اللازمة لكل عمل أو موضوع يضعه المربي ليتأكد من أن استعداد ضعيف العقل يتمشى مع طبيعة هذا العمل الموضوع له؛ وقد توصل بعض العلماء أخيراً إلى ذلك. وعلى العموم يجب أن يكون نظام الدراسة في مدارس ضعاف العقول قائماً على اختيار المواد العملية النافعة والتعليم الحسن، أما العلوم التي تستدعي التفكير المجرد النظري، وفهم الرموز فلا فائدة ترجى لهم منها

سادساً - انتقاء التلاميذ الموهوبين

من النوابغ من إذا وضع في فصول عادية نجدهم متأخرين في عملهم الدراسي؛ ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة: منها الكسل مثلاً، أو عدم الاهتمام بالدروس لسهولة المادة وطول الشرح. والواجب يقضي علينا أن نبحث عن هؤلاء النوابغ وندرسهم درساً وافياً حتى يتسنى لنا تربيتهم بطرق تناسب قواهم العقلية وتهيئة الظروف لهم لإيقاظ نواحي النبوغ فيهم وذلك لأنهم هم الأسس التي تبني الأمة عليها مدنيتها، فمن بين الأطفال النوابغ توجد الأرواح الحية الفعالة التي تتولى زمام المدنية وقيادتها فيما بعد، وعلى ذلك فتربية الطفل النابغة يجب أن تفصل عن غيره حتى نتمكن من توجيهه إلى ما فيه خيره وخير المجتمع الذي سيعيش فيه.

ومقاييس الذكاء هي من الاختبارات التي تكشف لنا عن هذه الفئة فلا يختار لفصول الأطفال النوابغ من كان أقل من ١٤٠. ويقول الأستاذ هورن إن التلاميذ النوابغ يحنون كثيراً إذا ما ساروا في كل المواضيع إلى مستوى أعمق وبطرق مفصلة أكثر من التلاميذ المتوسطين، فالنابغة لا يقبل الحقائق والمعلومات كما هي وإنما يحاول أن يرجعها إلى أصولها ومسبباتها والى النتائج المشتقة منها كما أنهم يميلون أكثر إلى المواد المعنوية.

وقد كان الرأي السائد أن الموهوب يكون عادة ضعيف الجسم أو عصبي المزاج أو يمتاز بشذوذ في الناحية الخلقية أو العقلية، ولكن الأستاذ ترمان كان أول من خطأ هذا الرأي بإظهاره أن الأطفال الموهوبين لا يقلون عن إخوانهم العاديين سواء أكان في الصحة أم في الحالة العصبية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>