للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(أردت أن أحسن إليكم فكان لكم علي الفضل، وأنا أعاهد الله أن أضرب عراقيب الإبل عن آخرها أو تقسموها) ففعلوا، فأصاب الرجل تسعة وتسعين بعيراً ومضوا على سفرهم إلى النعمان. وأن أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له: يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر

كما نسمع أن ابنة حاتم قد اقتيدت أسيرة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت له: (يا محمد هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي؛ كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضعيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط: أنا بنت حاتم طي) فأجابها الرسول (يا جارية هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك إسلامياً لترحمنا عنه. خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق)

وكان حاتم شاعراً معروفاً، وفي أبياته التالية يخاطب زوجه ماوية:

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد

إذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فَالتَمِسي لَه ... أكِيلاً فَإنِّي لَسْتُ آكلُهُ وَحْدِي

أخاً طارقاً أوْ جارَ بيت فإنني ... أخافُ مذَمَّات الأحاديث من بعدي

وإني لَعَبد الضيف ما دام نازلاً ... وما فيَّ إلا تلك مِن شِيمة العبدِ

(يتبع)

حسن حبشي

<<  <  ج:
ص:  >  >>