للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للنبي ويقال انه كانت توجد في بلاد خراسان طائفة من أهل الصفة لجأت إلى المغاور والكهوف ولم تسكن المدن والقرى. كان يسميهم أهل خراسان (شكفتية) لأنهم يطلقون على الفار لفظة (شكفت) فنسبوهم إليها. أما أهل الشام فكانوا يسمونهم (جوعية).

تلك هي أهم الآراء التي ذكرها السهروردي في أصل كلمة صوفي وقد أخذ بعدها في إظهارنا على أن هذه الكلمة تجمع المتفرق في الأسماء التي ذكرها الله في القرآن وسمى بها طوائف الخير المختلفة فقد سميت طائفة بالأبرار وأخرى بالمقربين وثالثة بالصابرين ورابعة بالصادقين الخ. . . وأنت إذا أمعنت النظر فيما اشتملت عليه قلوب الصوفية من بر وصبر وصدق وذكر لرأيت أن لفظة الصوفي قد احتوت كل ما تدل عليه أسماء هذه الطوائف.

ويختم المؤلف هذا الباب بذكر موجز لتاريخ كلمة صوفي فيقول أنها لم تعرف في زمن النبي وانما عرفت في زمن التابعين. وأثبت هذا بذكر كلام روي عن الحسن البصري قال فيه: (رأيت صوفياً في الطواف فأعطيته شيئاً فلم يأخذه وقال: (معي أربع دوانيق يكفيني ما معي) على هذا ذهب بعضهم إلى أن هذا الاسم لم يعرف إلى المائتين من الهجرة. فكان أصحاب رسول الله يسمون الرجل صحابياً حتى إذا انقضى عهد النبي سمي من أخذ العلم عنهم تابعيا. ولما أن تقادم عهد النبوة وانقطع الوحي وأقبل الناس على الدنيا وتهافتوا على زخرفها انفردت طائفة بالعبادة والتقوى وأعرضت عن الدنيا فكانت هذه الطائفة هي الصوفية (الاسم سمتهم. والعلم بالله صفتهم والعبادة حليتهم. والتقوى شعارهم. وحقائق الحقيقة أسرارهم).

محمد مصطفى حلمي. ماجستير في الآداب

<<  <  ج:
ص:  >  >>