للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلنا في العدد الأسبق إن كلية الآداب بالجامعة المصرية ستحتفل بإقامة أسبوع للجاحظ بمناسبة مرور أحد عشر قرناً على وفاته ابتداء من يوم ٢٥ مارس، ونشرنا برنامج المحاضرات لأيام الأسبوع

ونكتب هذا يوم الجمعة إذ كان أمس (الخميس) اليوم الأول من أسبوع الجاحظ، فقبيل الساعة السادسة مساء وفد على قاعة المحاضرات بالجمعية الجغرافية الملكية جمهور كبير من المتأدبين، بينهم طائفة من السيدات والآنسات، وظل الجمهور يتوافد إلى ما بعد ابتداء الحفلة حتى اكتظت بهم القاعة

وفي منتصف الساعة السابعة نهض إلى المنصة الدكتور طه حسين بك عميد كلية الآداب فافتتح الحفلة بكلمة بدأها بأنه يقوم بافتتاح الأسبوع لاعتذار مدير الجامعة لانحراف خفيف، وشكر حضرات أعضاء قسم اللغة العربية لقيامهم بإحياء ذكرى الجاحظ، وقال: (أريد أن تتصل سنتنا هذه كما اتصلت في العام الماضي بحيث تستحيل دروسنا العامة في كل سنة إلى دروس تحليلية لكاتب أو شاعر أو عظيم)

وقام بعده الدكتور عبد الوهاب عزام فتحدث عن حياة الجاحظ وبدأ بطائفة من مأثور الكلم في تقريظ الجاحظ، وذكر سيرة مجملة له، فقال: (ولد الجاحظ بالبصرة ونشأ بها فقيراً، وروى ياقوت عن المرزباني أنه رؤي يبيع السمك والخبز بسيحان، ولكن الرجل المستوقد ذكاء، المولع بالمعرفة لم يكن ليصده شيء عن طلب العلم، فأخذ العلم عن شيوخ تصدوا للتعليم، وأفاد مما قرأه، وتثقف من الأعراب، وحرص على أن يبحث في كل ما يرى ويسأل كل من يرجو عنده علماً في أمر جليل أو حقير حتى صارت معارفه خلاصة المعارف التي أدركها المسلمون في عصره، زيادة على ما أدركه هو واستنبطه، وقد أفاض الأستاذ في التحدث عن نواحي حياة الجاحظ وأشار إلى ما وقع في كتبه من الألفاظ الفارسية فقال: لا أحسب الجاحظ قد حذق الفارسية واستفاد من كتبها.

وتكلم الأستاذ أحمد أمين عن (ثقافة الجاحظ) فقال: (إن الجاحظ أكبر شخص تثقف ثقافة واسعة في العصر العباسي، فقد أحاط بمعارف زمانه تقريباً) وقال إنه ظل يحصل المعلومات المختلفة حوالي القرن فتيسر له بما منحه من الزمن والصبر والحافظة ما لم يتيسر لغيره، وذكر الأستاذ أن الجاحظ تثقف ثقافة اعتزال، وهي أوسع ثقافاته لأنها تتطلب

<<  <  ج:
ص:  >  >>