لأن تسلية زنبل الوحيدة كانت أن تسحب أمامها خيطاً فتجتهد هي أن تقفه بضربات يدها الصغيرة. . وطالما جررنا لها ذيلها لنوهمها انه خيط عادي فكانت المسكينة تصدق ذلك فتوسعه ضرباً. .
وفي ذات يوم وقعت حادثة أدهشت من بالمنزل جميعاً وهي أن زنبل حامل! رباه! كيف زلت زنبل الأرستقراطية؟ كيف خالطت زنبل قطط الحي وهي كلها قطط عادية شعبية لا تمت لأنقرة بنسب؟ ولكن زنبل وكأنها شعرت بالخطيئة الكبيرة التي ارتكبتها ما كادت تضع حملها حتى هجرت صغارها، فاضطررنا أن نغذى هؤلاء الصغار تغذية صناعية. كانت زنبل على حق في هجر أطفالها لأن هؤلاء الصغار كن من الصعاليك لا يليق أبداً أن ينسبن إليها. .!
بعد مرور عامين على هذا الحادث، وعودة زنبل إلى حياتها الأولى الهادئة، عزمنا على قضاء بضعة أشهر في الخارج، فعهدنا إلى أحد الخدم برعاية زنبل، والعناية بوجه خاص بغذائها، وهو دجاجة مسلوقة كل يوم، وكانت زنبل لا تأكل منها إلا اللحم.
. . . ولكن لدى عودتنا من أوربا فوجئنا بخبر وفاة زنبل، على أثر مرض لم يمهلهما طويلا. . كما قال الخادم المكلف بخدمتها. . أما الحقيقة التي عرفناها بعد، فهي أن ذلك الخادم الخبيث كان يأكل دجاجة زنبل ويعطيها عظمها فترفضه زنبل. . وهكذا فقدت حياتها، ولكن في كرامة وأباء! كما يفعل الأرستقراطيون الأصلاء. . .