(١) جاء في ص ٢٠ نهر ٢ (وكان الابخازيون يعرفون قديماً باسم أبسكوي (عند المؤرخ آريان) وباسم أبسجي (عند بلنياس ويذكر بروكوبيوس (في القرن الخامس الميلادي) أن الابخازيين كانوا تحت حكم اللازوي. وجاء في ص ٢١، نهر١، (وكان سيدرنيوس البيزنطي) الخ. والصحيح في تعريب الأسماء أن نجري فيها على القواعد التي جرى عليها العرب، فلا تقول بلنياس بل بلنيوس، ولا تقول بروكوبيوس بل فروقوفيوس، ولا تقول سيدرنيوس بل قذرنيوس، أما قواعد التعريب فحديث طويل ليس هنا محله.
(٢)(ولكن الأسباب الجغرافية وحدها تجعل احتلال هذا الإقليم احتلالاً فعلياً بعيد الاحتمال)(ص٢٠ نهر ٢) والأصل الإنجليزي كما يلي
والمحصل من الترجمة والأصل أن المترجم وضع كلمة (الأسباب الجغرافية) مقابل والأصح أن يقال (العوامل أو المؤثرات أو الموانع الجغرافية) لأن كلمة الأسباب تتضمن معنى (الناموس) الثابت في حين أن كثيراً من المؤثرات الجغرافية ينتابها التغير إن سريعاً وان بطيئاً على تتالي الأجيال وخضوعاً لسنن يعرفها الفلكيون والجيولوجيون على الأخص. ووضع المترجم كلمة (تجعل) لتقابل والكلمة الإنكليزية معناها (كفت)، ثم أنه ساق الجملة العربية في صيغة المضارع وهي في الأصل بصيغة الماضي لانها تتكلم عن ماض محدود بالزمان. ووضع كلمة احتلال لتقابل في حين أن احتلال معناها في الإنجليزية ولكن معناها إخضاع. والظاهر أن المترجم لم يهتف مرة واحدة بسقوط الاحتلال لا بالإنجليزية ولا بالفرنسية، ووضع العبارة الإنجليزية
لتقابل بعيد الاحتمال، والحقيقة أنها وضعت لتدل على أن: العوامل الجغرافية وحدها كفت لان تصرف العرب عن التفكير في إخضاع الإقليم إخضاعاً تاماً. والواقع أن احتلال إقليم قد يجوز أن يكون تاماً ولكن الإقليم لا يكون خاضعاً بالفعل. فان إيطاليا احتلت طرابلس احتلالاً عسكرياً تاماً بأن بددت كل قواه العسكرية، ولكن إخضاع أهل الإقليم لم يتم إلا بعد زمان طويل. والفرق بين الاحتلال والإخضاع لا ينبغي أن يغيب عن ذهن مترجم يكتب في أبحاث تاريخية سياسية. لأن ملاحظة مثل هذه الفروق الدقيقة ضروري لينطبق تصور القارئ دائماً على الحالات التي يريد المؤرخ أن ينقلها إلى مخيلته.
(٣)(وقد أخضع جستنيان الإمبراطور الروماني الابخازيين فاعتنقوا المسيحية). (ص٢٠