للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال جعفر بن قدامة: كنا عند ابن المعتز يوما ومعنا النميري، وعنده جارية لبعض بنات المغنين تغنيه وكانت محسنة إلا أنها كانت في غاية من القبح، فجعل عبد الله (أي ابن المعتز) يجمشها، ويتعلق بها. فلما قامت قال له النميري: أيها الأمير، سألتك بالله أتتعشق هذه التي ما رأيت قط أقبح منها؟

فقال عبد الله وهو يضحك:

قلبي وثاب إلى ذا وِذا ... ليس يرى شيئاً فيأباه

يهيم بالحسن كما ينبغي ... ويرحم القبح فيهواه

٥٧ - يا كذاب!

قال رجل لامرأة: قد أخذت بمجامع قلبي فلست أستحسن سواك

فقالت: إن لي أختا هي أحسن مني وهاهي خلفي. فالتفت الرجل فقالت: يا كذاب! تدعي هوانا، وفيك فضل لسوانا

٥٨ - هذه أنفاس ريا جلقا

قال ابن الكتبي في (فوات الوفيات):

قال بعضهم: مررت يوما ببعض شوارع القاهرة وقد ظهرت جمال حمولها تفاح فتحي من الشام، فعبقت روائح تلك الحمول، فأكثرت التلفت لها، وكان أمامي امرأة سائرة ففطنت لما دخلني من الإعجاب بتلك الرائحة فأومأت إلي وقالت:

هذه أنفاس ريّا جلّقا

٥٩ - يا نسيما هب مسكا عبقا

قال السلمي الدمشقي المعروف بالبديع (وقد اشتهرت هذه الأبيات، وغنى بها المغنون):

يا نسيما هب مسكا عبقا ... هذه أنفاس ريا جلقا

كفّ عني (والهوى) ما زادني ... برد أنفاسك ألا حُرَقا

ليت شعري نقضت أحبابنا ... (يا حبيب النفس) ذاك الموثقا؟

يا رياح الشوق، سوقي نحوهم ... عارضاً من سحب عيني غدقا

وانثري عقد دموع طالما ... كان منظوما بأيام اللقا

<<  <  ج:
ص:  >  >>