للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منقول الأستاذ (المرصفي) هو رواية ياقوت في كتابه (إرشاد الأريب) وقد أشرت إلى ذلك. وأضيف إلى تحقيق ابن خلكان، وحكاية (برد الخيار) - وقد رواها كثيرون منهم القيرواني في كتابه (جمع الجواهر في الملح والنوادر) - هاتين الروايتين:

قال ابن عبد ربه في كتابه (العقد)

سوء الاختيار أغلب على طبائع الناس من حسن الاختيار؛

ألا ترى أن محمد بن يزيد النحوي - على علمه باللغة ومعرفته باللسان - وضع كتاباً سماه بـ (الروضة) وقصد فيه إلى أخبار الشعراء المحدثين، فلم يختر لكل شاعر إلا أبرد ما وجد له، فما أَحسبه لحقه هذا الاسم (المبرد) إلا لبرده، وقد تخير لأبي العتاهية أشعاراً تقتل من بردها)

وفي (تاريخ بغداد) لابن الخطيب:

قال أبو الفضل بن طومار: كنت عند محمد بن نصر بن بسام فدخل عليه حاجبه فأعطاه رقعة وثلاثة دفاتر كباراً، فقرأ الرقعة فإذا المبرد قد أهدى إليه كتاب (الروضة) وكان ابنه عليّ حاضراً فرمى بالجزء الأول إليه، وقال له: انظر يا بني، هذه أهداها إلينا أبو العباس المبرد، فاخذ ينظر فيه، وكان بين يديه دواة، فأخذها عليّ ووقع على ظهر الجزء شيئاً وتركه وقام. فلما انصرف، قال أبو جعفر (محمد بن نصر) أروني أي شيء قد وقع هذا المشئوم! فإذا هو:

لو برا الله المبرَّدْ ... من جحيم يتوقَّدْ

كان في (الروضة) حقاً ... من جميع الناس أبردْ

وعصر ابن عبد ربه وعصر ابن الخطيب هما أقرب إلى زمن المبرد من وقت ياقوت. وذلك اللقب المشهور هو الذي جلب في قولي ابن عبد ربه وعلىَّ تلك الدعابة.

وأن هذا الإمام العظيم لخليق بأن يشغلني ويشغل حضرة الأديب (محمد فهمي عبد اللطيف). وصاحبُ (الكامل والاقتضاب) وغيرهما جدير بأن يذكر - في كل وقت - بخير أو شر. . .

(أحد القراء)

<<  <  ج:
ص:  >  >>