شليمان في منطقة (حصارلك) في غرب الأناضول كشفت عن موقع مدينة مسورة، عليها آثار الغنى والفخامة، ودلائل تدل على أنها احرقت؛ فقيل عندئذ أن هذه ليست سوى مدينة طروادة، وأن هوميروس حينما تحدث عن حصار طروادة حديثه الرائع لم يكن يروي سوى واقعة تاريخية؛ وحاول كثير من العلماء أن يطبقوا أوصاف الإلياذة على المدينة المكتشفة؛ بيد أن الحفر المتواصل في هذه المنطقة كشف عن سبع مدائن قديمة. فأيها في الواقع طروادة؟ ولاحظ بعض العلماء من جهة أخرى أن هذه المدن المتواضعة لا تتناسب مع الأوصاف الرائعة التي يسبغها الشاعر على (طروادة). وقد ظهر أخيراً كتاب بالفرنسية عنوانه (الجدل حول طروادة). بقلم العلامة الفرنسي شارل فلاي، يستعرض فيه مختلف الفروض والنظريات التي تنطبق على طروادة وظروفها. ذلك أن المعروف أن طروادة قد خربت وأبيدت، فكيف يرجو المنقبون أن يقفوا على أطلالها كاملة؟ ومن جهة أخرى فليس من المحقق أن هوميروس كتب عن علم دقيق بالجغرافيا والمواقع، وقد يكون للخيال شأن كبير في الأوصاف التي يقدمها ألينا عن المدينة الشهيرة، ويحاول المؤلف أن يناقش هذه الآراء كلها، وأن يستخلص أوضح النتائج التي تؤيدها الأسانيد التاريخية والجغرافية والأثرية عن موقع طروادة، وعن مصايرها منذ التاريخ القديم
الخطابات الغفل
ذاع في العهد الأخير في فرنسا توجيه الخطابات القاذفة الغفل من التوقيع، وضبطت لهذه الخطابات عدة وقائع رنانة؛ وكتب الكتاب والعلماء بهذه المناسبة يبحثون عن أعراض هذه العلة وأسبابها؛ ويقول الدكتور لوكار في مقال نشرته جريدة الجورنال الباريسية أن كتابة الخطابات الغفل ترجع إلى بواعث ثلاثة هي المصلحة والانتقام والحسد، فهذه البواعث الثلاثة هي التي تحمل الشخص العاقل على عدم توقيع ما يكتبه. بيد أن هناك أشخاصا تنتابهم أزمات عقلية وعصبية معينة فيكتبون مئات الخطابات الغفل، وهنا تبدأ أعراض المرض ذلك لأن شهوة الخطابات الغفل مرض حقيقي؛ وربما كانت أهم أسبابه راجعة إلى عوامل جنسية، ومن النادر أن تجد الخطابات الغفل مكتوبة باتزان أو لغة محتشمة، فهي في الغالب مصوغة في لهجة فاحشة. ولكنها تدل أيضاً على جهل كاتبيها بهذه الصيغ القاذفة لأنهم في الواقع ينتمون إلى بيئة رفيعة.