للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لينين، واتبع سياسة رأسمالية، وأنه أقام نظام إرهاب شامل. ويقول تروتسكي في كتابه المذكور: (إن الثورة قد غدر بها القائمون بالأمر، ولكن لم تسحق نهائياً). هذا هو ملخص نظريته وهو يشرح بعد ذلك مساوئ النظام القائم، ويدلل على أن ستالين يسير بوحي الدول الرأسمالية، ويرغم روسيا على الخضوع لها؛ ويشهر بسياسة الإرهاب القائمة، وذيوع الجاسوسية الشنيعة. وتدبير المؤامرات ضد الأبرياء من الزعماء المخالفين. ولا ريب أن تروتسكي هو اليوم أعظم حجة في شؤون روسيا السوفيتية. ويقال إن لديه مستندات هامة تلقي الضياء على أعمال العصبة التي تسيطر اليوم على مصاير روسيا؛ وسوف يثير كتابه اهتماماً جديداً بأحوال روسيا وشؤونها

ومما يؤثر عن تروتسكي أنه فضلاً عن الدور العظيم الذي لعبه في قيام الثورة البلشفية وسحق حكومة القياصرة، يعتبر من أعظم كتاب روسيا المعاصرين؛ وهو يكتب بعدة لغات بمقدرة مدهشة.

حديث جديد عن المسرح المصري:

قرأنا في بعض الصحف الفرنسية الواردة في البريد الأخير حديثاً جديداً لمسيو أميل فابر عن المسرح المصري. ويذكر القارئ أن مسيو فابر، وهو من أكبر الفنانين الفرنسيين، وكان مدير المسرح الكوميدي فرانسيز، قد انتدبته الحكومة المصرية في الشتاء الماضي لدراسة المسرح المصري، واقتراح ما يجب اتخاذه لإنهاضه وإصلاحه، وأنه قام بهذه المهمة، ولا يزال تقريره بين يدي ولاة الأمر في وزارة المعارف. ويقول مسيو فابر في حديثه الجديد إن المسرح المصري يرجع نحو أربعين سنة، ولكنه يعيش منزوياً على هامش الحوادث؛ بيد أن المسرح العربي جدير بأن ينهض وأن يتسع نطاق عمله، فاللغة العربية هي لغة مصر وشمال أفريقية، فضلاً عن البلاد العربية، بل هي ذائعة في أمريكا الجنوبية حيث يوجد ثمانون ألف سوري في المهجر.

والمسرح المصري ينقصه التأليف المسرحي وتعوزه الأبهاء والزخارف. وهنالك ممثلون للكوميديا ولا توجد لها ممثلات، حتى أن أدوار النساء يقوم بها الرجال. ومن الأسف أن المسرح المصري لا يملك الآن غبر دار الأوبرا؛ وهذه الدار تحتلها في معظم الفصل فرق أجنبية مختلفة؛ وفي وسع الحكومة أن تشتري مسرح الأزبكية، فهو يصلح لتمثيل القطع

<<  <  ج:
ص:  >  >>