وعندما تنتقل متمايلة في غلائلها الهفافة، المنبهة للحواس. . . أخالها ترقص كتلك الأفاعي الخبيثة التي يرقصها الحواة في الشرق على أنغام الشبابة الحزينة!
وعندما تتمدد عند أقدامي مستضرعة إليَّ بأرق كلمات الصبابة لكي أطفئ جذوة لحمها المحرقة. . . أحسبني أرى موجة من أمواج البحر العرارة تتراخى واهية على الشاطئ بعد أن أفرغت الزبد من فمها!
- هي بعينيها المتقدتين كأشرار المعادن
- وهي بلحمها الوضاء المغري كجمرة الأتون الحمراء
- إن فيها بريقاً وناراً. . .
- وإن فيها لهيباً وكبريتاً!
- هي امرأة سحرية. . . تمثل لك بجمودها المخزي أبا الهول الصامت، وبشهوتها اللافحة حية هائلة مخيفة!)
ثم انظر كيف يصفها هنا:
(أحبك وأمقتك معاً أيتها الفاجرة الطاعنة قلبي بخنجر سام، الناغلة في جسمي كما تنغل الحشرات في جيفة منتنة!
الماردة في روحي كالشياطين!
أيتها الضارية المتخذة شرفي سريراً لفحشائها، أيتها الساقطة المكبلة إرادتي بالأصفاد، إني أكرهك. . . فلعينة أنت!
لقد استغثتُ بالسماء أن تقبضني إليها. واستنجدت بالموت تخلصاً من موبقاتك. . . فلا السماء سمعت دعائي، ولا الموت استجاب طلبي، وكيف تفعل السماء والموت وأنا أنزف دمي على مضجعك الفاسد، وأنحر جسدي في طريق استهتارك المتقنعة؟)
إن دموعَ الحب رائعة ومؤثرة عندما تجيشها العاطفة المسحوقة، ويحركها الإحساس الذبيح. أما إذا أجراها الغرام العابث فهي أفظع من المقصلة، وأقسى من العبودية
مسكين إذاً - بول فاليري - لقد أخطأ وهو يصور دمعة من دموع الحب. فلو أنه رسم لنا دموع الذين يموتون من اليأس، ويأسهم من خيانة المرأة لكان أبدع وأجاد
إن الحياة، الحياة المتغلغلة في القلوب والأرواح والسابحة على أمواج الماضي والحاضر