بن المنصور، فقال لي: ومن هذا
قلت: هذا ابن عيسى بن المنصور الذي يقول أبن الرومي في أبيه:
يقتر عيسى على نفسه ... وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره ... تنفس من منخر واحد
فقال لي: أف، وتف! هذا من خاطر الجن لا من خاطر الإنس ووثب ومضى
١٠٩ - وإذا غاب فبالثاني
(في محاضرات الأدباء) للراغب:
قال خالد بن صفوان لجاريته: أطعمينا جبناً فأنه يشهي الطعام ويدبغ المعدة، ويهيج الشهوة، فقالت: ما عندنا
فقال: ما عليك، فأنه يقدح في الأسنان، ويلين البطن وهو من طعام أهل الذمة.
فقال بعض أصحابه: بأي القولين نأخذ؟
فقال: إذا حضر فبالأول، وإذا غاب فبالثاني
١١٠ - استعدت التاريخ
قال الفقيه المقري: أنشدت يوماً الابلي قول أبن الرومي:
أفنى وأعمى ذا الطبيبُ بطبه ... وبكحله الأموات والأحياء
فإذا مررت رأيت من عميانه ... أمما على أمواته قدَّاء
فاستعادني حتى عجبت منه مع ما أعرف من عدم ميله إلى الشعر وانفعاله، وظننت أنه أعجب بما تضنه البيت الأول من غريب اللف والنشر والمكرر الذي لا أعرف له ثانياً فيه، فقال: أظننت أني استحسنت الشعر؟
فقلت: مثلك يستحسن هذا الشعر
فقال: تعرفت منه أن العميان كانوا في ذلك الزمان يقرءون على المقابر فأني كنت أرى ذلك حديث العهد فاستفدت التاريخ
١١١ - . . . حتى أتى الله بالفرج
في (العقد): قال عبد الله بن مسلم بن جندب: