(بسمارك) وعن (ولهلم القاني) وغيرها، بيد أنه يجد في حياة كليوباترا ميداناً أكثر سحراً وخصوبة، فحياة هذه الملكة المصرية العظيمة لم تكن سوى مأساة مؤثرة؛ وأميل لودفيج في الواقع كاتب مسرحي قبل كل شيء يجيد عرض المآسي؛ وأخص ما في تراجمه هو هذا العرض الذي يصوغها في صور الأشخاص الحية، تراها أمامك تحت قلمه بجميع مناظرها وجميع حسناتها وعيوبها، وعنصر المأساة هو الذي يجذب أميل لودفيج ويذكي خياله وقلمه، ولا يتوفر هذا العنصر قدر توفره في حياة كليوباترا فهي ملكة عظيمة وامرأة ساحرة، تستعمل سحرها كامرأة في الذود عن مركزها كملكة، فإذا خانها الحظ، ولم يعد سحرها يحدث أثره، وحينما تشعر أن كل شيء قد أفلت من يدها ولم يبق غير العبودية، فإنها تؤثر أن تغادر هذه الحياة بمحض أرادتها؛ وفي حياة كليوباترا نلتقي بشخصيات عظيمة كشخصية أنتوني، ويوليوس قيصر، ثم أوغسطوس، وفي هذا المزيج من العبقريات المدهشة يستطيع أميل لودفيج أن يطلق العنان لقلمه، وسوف تعني شركة (الان وانوين) بإخراج هذا الكتاب
جامعة إنكليزية في قبرص
منذ بضعة أشهر قام اللورد جورج لويد المندوب السامي لإنكلترا بمصر سابقا برحلة في بلاد الشرق الأدنى، وقيل أنه مكلف بمهمة سياسية وثقافية خاصة، والآن يتضح لنا طرف من هذه المهمة؛ فقد راع السياسة البريطانية انتشار الثقافات الأجنبية الأخرى؛ ولا سيما الثقافة الإيطالية في مصر وفلسطين وقبرص ومالطة، فرأت أن تتقي هذه المنافسة الخطرة بمثلها؛ وعرض لورد لويد أخيراً نتائج بحثه على لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني؛ وأخص ما يقترحه اللورد علاجاً لهذه المشكل أن تنشأ جامعة إنكليزية في قبرص تكون مهداً لإذاعة الثقافة البريطانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويقول لورد لويد بأن الثقافة البريطانية ليست اقل في نوعها ونفوذها من الثقافة الإيطالية، وأن شعوب هذه الأنحاء تفكر ولا ريب أن تتغذى بالثقافة البريطانية، ثم أن الدعاية الإيطالية التي تشتد وطأتها الآن في شرق البحر الأبيض المتوسط لا يمكن مقاومتها إلا عن هذا الطريق الثقافي القوي
وإذا كانت إيطاليا وهي ليست ذات مصالح حيوية في هذا القسم من البحر الأبيض تعنى