قال: (حبيبتي، ارفعي عينيك)
فنهرته في حدة وقلت: (ابتعد) فلم يتحرك
وقف حيالي واجعل يدي الصغيرتين في يديه فقلت: (اتركني) ولكنه لم يذهب
مال علي بوجهه حتى لامس أذني فنظرت إليه وقلت: (يا للعار!) فلم يتحول
ولمست شفتاه خدي فارتعشتُ قائلة: (لقد تماديت كثيرا) فلم يخجل
ورشق زهرة في شعري فقلت: (بدون جدوى) ولكنه وقف ساكنا
ثم أخذ إكليل الزهر من عنقي وذهب. . .
أني أبكي وأسائل قلبي: (لم لا يعود؟)
- ٥ -
أيها الحب
إن قلبي يتوق ليلا ونهارا إلى أن يلقاك لقاء يستغرق كل شيء. . . كلقاء الموت
إكتسحني كعاصفة
خذ كل ما لدي
شرد نعاسي
وانهب أحلامي واستلبني من دنياي
وفي ذلك الدمار - وفي العراء الروحي المطلق، دعنا نصير وحدة من الجمال
وا أسفاه! باطلة رغبتي
أين الأمل في اندماج تام فيك وحدك. . . يا الله.
- ٦ -
إن عينيك القلقتين الحزينتين تطلبان كنهى كما يطلب القمر أعماق البحر
لقد نزعت عن حياتي أثوابها أمام عينيك - لم أخف عنك شيئا من البداية للنهاية. ولذا
أنت لا تعرفينني
لو كانت حياتي جوهرة لكسرتها مئات من القطع وصنعت منها عقدا يزين عنقك
لو كانت زهرة صغيرة رشيقة لقطفتها من جذرها ورشقتها في شعرك!