للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الفرائض فيه من السنن. ومثل (ميمانس) عمله (جيمن) في هذا المعنى. ومثل (لوكايت) عمله المشتري) الخ

ألوهية الطور الجديد

كان العامة في الهند بعد تطور (البراهمة) يعتقدون بوجود ثلاثة آلهة: الأول (براهما) وهو الرئيس الأعلى. الثاني (فيسنو) وهو اله الحياة الدائب على إنماء الحياة وازهارها، والثالث (سيفا) وهو اله التدمير والخراب الذي أهم مميزاته الهدم والإبادة والذي لولا سلطان (براهما) لصير الحياة منذ زمن بعيد أثرا بعد عين، ولكن (براهما) الغير المحدود القوة يمسكها دائما أن تميد ويحفظها من شر هذا المدمر الوحشي.

هذا عند العامة. أما الخاصة فكانوا يعتقدون - كما أسلفنا - بوجود اله واحد أزلي أبوي منزه عن الاستعانة بغيره وعن كل ما يوجب نقصه في زعمهم.

وأبو الريحان البيروني يذهب في كتابه إلى ما هو أبعد من هذا فيؤكد أن فكرة الألوهية عند خاصة الهنود كانت سامية جليلة، وأنهم كانوا يعبدون إلها متصفا بكل كمال، ميزها عن كل نقص. ويعلق على هذا بقوله: (ولنورد في ذلك شيئا من كتبهم لئلا تكون حكايتنا كالشيء المسموع فقط) ثم يروي بعد ذلك محادثة وردت في أحد كتبهم المقدسة بين سائل مسترشد ومجيب موضح؛ وفي هذه المحادثة يرى الباحث الأدلة ناصعة على ما يدعيه البيروني من سمو التأليه عند خاصة الهند. واليكم نص هذه المحادثة: قال السائل في كتاب (باتنجل): (من هذا المعبود الذي ينال التوفيق بعبادته؟. قال المجيب: (هو المستغني بأزليته ووحدانيته عن فعل لمكافأة عليه براحة تؤمل وترتجي، أو شدة تخاف وتتقى، والبريء عن الأفكار لتعاليه عن الأضداد المكروهة والأنداد المحبوبة؛ والعالم بذاته سرمدي. إن العلم الطارئ يكون لما لم يكن بمعلوم، وليس الجهل بمتجه عليه في وقت ما أو حال) ثم يقول السائل بعد ذلك: (فهل له من الصفات غير ما ذكرت؟ ويقول المجيب: (له العلو التام في القدر) لا المكان، فانه يجل التمكن. وهو الخير المحض التام الذي يشتاقه كل موجود. وهو العلم الخالص من دنس اللهو والجهل): قال السائل: (أفتصفه بالكلام أم لا؟) قال المجيب (إذا كان عالما فهو لا محالة متكلم). قال السائل: (فان كان متكلما لأجل علمه، فما الفرق بينه وبين العلماء والحكماء الذين تكلموا من أجل علومهم؟. . . قال المجيب: (الفرق بينهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>