لقد صاغ بنفسه هذا المعنى في أبيات كتب لها الخلود!.
(لا تحزن فما الموت إلا كلمة جوفاء! عندما توارى في التراب) (وتحجب ظلمة القبر عن عينيك دنيا النور، عندما تشعر) (بجثمانك البارد وقد فارقته حرارة الحياة وبدأت ديدان الأرض تأكله) (فلا تصدق أنك إلى الفناء، لأن قلبك المرتعش ما زال ينبض) (وما زالت في عمق أعماقه نطفة الحياة والخلود!)
(تصفيق كهزيم الرعد)
أصوات مختلف - ما أجمل هذه الأشعار! بديع! عظيم! يا للشاعر الفحل! يا للعبقرية!
(هنا تنفجر ضحكة هائلة فيلتفت الجميع فإذا بالضاحك هو المجهول! هرج ومرج! يندفع الكل إليه حانقين)
صوت - (في أشد حالات الغضب) من تكون يا رجل؟
صوت آخر - ماذا تعمل هنا؟ لست من أهل الناحية!
سيد - (يأخذ بتلابيبه) اعترف بأنك مرتش من أعدائنا لتثير فضيحة!
أصوات عديدة - ليطرد! ليطرد!
وكيل المقاطعة (للشرطي) أيها الشرطي، فتش هذا المخلوق!
النائب المحترم - سله أن يبرز أوراق إثبات الشخصية!
(موافقة من الجميع)
الشرطي - (يدافع الجمع الحاشد) سأفعل يا حضرة الوكيل! ويتقدم من المجهول ويمسك بذراعه: عجل بتقديم أوراقك!
المجهول - (يخرج من جيبه شهادة ميلاده وأوراقا أخرى)
الشرطي - (لا يكاد يلقي نظرة على شهادة الميلاد حتى يقول مصعوقاً) ما معنى هذا؟ يا للشيطان! تسخر من السلطات الحكومية يا رجل؟
وكيل المقاطعة - (يتقدم هو أيضا ويلقي نظرة جائلة على الأوراق فيصرخ دهشاً): أممكن هذا؟ لا أفهم!
المجهول - لا تفهم؟. . لقد قرأت جيداً! هذه شهادة ميلادي: (فرنسوا روبنيول ولد في قرية سانجان ديفين يوم الأحد ١٧ يناير سنة ١٨٩٠) وأنا هو فرنسوا روبنيول: آه يا سادة! أنتم