رجليه! وأن أصابع قدميه كأهداب عينيه!! وأن مطلق التركيب هو مطلق النظام والمناسبة!! وأن اللغة أداة ولا بأس بالأداة ما اتفق منها، ولا بأس أن يمزع الجراح مزعاً من جلد العليل بأسنانه أو بأظافره أو بنصل الفأس. . . ما دامت معقمة وما دام ذلك يعينه هو فعل المبضع لا يزيد المبضع عليه إلا الدقة. .
إن أرادوا بهذا وأشباهه ما يسمونه المذهب الأدبي الجديد قلنا: لا، ثم لا، ثم لا، ثلاث مرات. . .
أظن أن اللغة العربية لم ترتفع منزلتها عند هؤلاء الحمقى المجددين إلا إذا أصبحت لغة فرنسا أو إنجلترا. . . فيومئذ يكون الجاحظ جاحظاً بقوة الأسطول، وعبد الحميد بقوة الجيش، وابن المقفع بسلاح الطيران، إذ هم وأمثالهم أسلحة التاريخ التي يقاتل بها مجد الأمة ليغلب وينتصر، وهذا بعينه هو من دليلنا على أن هؤلاء الخمسة أو الستة المجددين هم خمسة أو ستة مجانين في أمراض العقل الاجتماعي. . .