والصحفي الكبير إدمون جالو وقد انتخب للكرسي الذي خلا بوفاة الشاعر والقصصي والنقادة الأشهر بول بورجيه الذي توفي منذ بضعة أشهر، وكان بورجيه يشغل هذا الكرسي منذ أكثر من أربعين عاماً؛ وقد أفتتح إدمون جالو عهده في الأكاديمية كالمعتاد بإلقاء حديث طويل عن سلفه وعن حياته الأدبية ومميزاته ومواهبه؛ وكان أهم ما في حديثه أن بورجيه قد تأثر في حياته بحادثين عظيمين طبعا حياته كلها بطابع خاص؛ أولهما وفاة والدته وهو طفل وزواج والده من سيدة أخرى، وثانيهما أنه رأى حكومة الكومون في باريس (سنة ١٨٧١) وقد اثر الحادث الأول في نفسيته أعظم تأثير، واستطاع أن يدرس خلاله تلك العاطفة التي كثيراً ما ينوه بها في قصصه وهي:(الغيرة)
وإدمون جالو من كتاب الجنوب في فرنسا، وهو مرسيلي الأصل، وله عدة روايات وقصص ممتعة، وهو صحفي يكتب في كبريات الصحف الفرنسية فصولا أدبية مختلفة.
وطن قومي للنور
أختار النور (الغجر) في بولونيا لهم ملكاً جديداً، ومنهم في بولونيا بضعة عشر ألفاً مفرقين في سائر أنحائها؛ وقد صرح الملك الجديد بأنه سيعمل على حل مسألة الوطن القومي للنور وسيزور السنيور موسوليني لأجل هذه الغاية، وربما استطاع النور أن يجدوا لهم وطناً قومياً في الحبشة يلم شعثهم ويجمع صفوفهم؛ وهذه مسألة قديمة تبحثها بعض الجمعيات السياسية في إنكلترا وألمانيا منذ نحو قرن، بيد أنها لم تعمل لها شيئاً لحلها. على أن النور استطاعوا خلال القرن الأخير أن يحصلوا على حقوق المواطنين في معظم البلاد الأوربية مثل النمسا والمجر ورومانيا. وقد أخذ الكثيرون منهم يهجرون حياة البدو، ويستقرون على قواعد الحضارة الحديثة، واندمج الكثير منهم في المجتمع الحديث ونسوا لغتهم وعاداتهم القديمة؛ وقد حصل النور في بلاد البلقان على حقوقهم السياسية بمقتضى معاهدة برلين في سنة ١٨٧٨؛ وفي سنة ١٩٠٦ عقدوا أول مؤتمر من النور في صوفيا وطولب فيه بمنح الحقوق السياسية لنور تركيا؛ وخطب يومئذ رئيس النور رمضان عليف، وحثهم على المطالبة بالحقوق السياسية.
والآن يرى النور أن يقوموا بحركة جديدة لإنشاء وطن قومي خاص بهم على مثل ما فعل اليهود في فلسطين. ومن المستحيل أن يعرف عدد النور، بيد أنهم يبلغون في أوربا وما