الجامعة: يعلنون بالوسائل المختلفة إن المشروع الذي يعدونه، ويدعون إخوانهم إلى التطوع في الجيش الذي يحشدونه، ويتصلون بالتجار ليقنعوهم بالاشتراك في الدليل الذي يصدرونه، ويجمعون الأُهَبَ للمهرجان الفخم الذي يهيئونه، ويزورون المصانع والمتاجر ليحققوا الوجه الذي يقصدونه، ويعانون في سبيل ذلك رهقاً شديداً في النفس والمال والكرامة، أجل أقول والكرامة! لأن كثيراً من تجارنا لا يزالون يتعاطون التجارة على منهج دارس، وطبع ألَفَّ، فهم يتهمون الناصح، ويستغشون المشير، وينكرون التطور ويجهلون الأعلان، ويعتمدون في جلب الحرفاء ورواج السلع على التمائم والأدعية!!.
يكون عيد الوطن الاقتصادي يوم دعاية وإعلان وعرض، وسيقدم للممارين الأدلة التي تصك الأسماع وتطرف العيون على أن مصر الناهضة تسير في طريق مأمونة إلى غاية مضمونة! فمساهمة الشباب بالتطوع، وانضواء التجار بالاشتراك وعطف الجمهور عليه بالتأييد، ضمان للنصر المبين في إحدى المعارك الفاصلة. إن القبعات في الطرقات، اكثر وأخطر منها في الثكنات، واليوم الذي لا ترى فيه على الرؤوس غير الطربوش، ولا تقرأ على جباه الحوانيت الا العربية، ولا تسمع في مختلف المعامل غير اللهجة المصرية، هو اليوم الذي تقول فيه وأنت صادق: لقد صفا النيل، وملك الأصيل، واستقلت مصر!!