للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحييت دمشق رميم الشعر في خلدي ... لا غرو قد تبعث الأشعار أشعار

وقفت فيها أُسيم الطرف في فتن ... من الجمال لديها الطرف يحتار

كلا فؤادي وطرفي فوق بهجتها ... بين الحضيض وبين السفح طيار

تندى القلوب وتجوى من نضارتها ... ورب أخضر منه تقدح النار

واها لقلبي إن يبد الجمال له ... سطراً تبدت من الآلام أسفار

خاض المطامع، طماح المنى عرم ... عليّ الشدائد والسراء ثوار.

وقاسيون على الجنات مطَّلع ... بين الرياض وبين الشهب نظَّار

عاري المناكب بالشجراء متزر ... ثبت الجنان على الأحداث، جبار

نسرٌ يرى اللوح منه هامة عطلا ... لكنه ذنبَ الطاووس جرَّار

والصالحية حيا الله ساكنها ... وحَيَّ في سعدها دار وديار

شجا فؤادي دروس في تدارسها ... والدهر بالناس دولات وأدوار

يا دار هذا زمان السعد فابتسمي ... لافاتَكِ السعد بعد اليوم يا دار:

وقفت بالغوطة الخضراء أنشُدها ... قلباً أضلّته أفياء وأشجار

هفا كما أنطلق العصفور من قفص ... دعته في الروض أطيار وأزهار

قالت: رأيت دمشقاً في مفاتنها ... فكيف ينجو فؤاد فيك شعّار؟

فسل دمشق هناك الروض مزدهر ... والجو مبتسم والحسن سحّار

قالت دمشق: وما عندي به خبر ... سائِل بدُمَّر لا يخدعك إنكار

يا دمَّر الخير قلبي فيك مرتهن ... لا تجحديه فما يجديك إصرار؛

ردي فؤادي ففي دهري له عِدة ... وفي فؤادي لأرض العرب أوطار

فقد وردتك يوماً في حمى نفر ... من الغطاريف فيهم يأمن الجار

كأنما كل حرٍ في عزيمته ... نجم يضيء علي الأهوال سيار

وكان مجلسُنا أيْكاً على بردى ... تردد الحسن فيه فهو محتار

نزجي الأحاديث من شكوى ومن ألم ... ومن أمانٍ ذوت فيهن أعمار

نبني على أسُس التاريخ آتِيَنا ... وللمعالي من التاريخ أسوار

وننشد المجد تدعوه عزائمُنا ... والمجد مُصغِ إذا ناداه أحرار

<<  <  ج:
ص:  >  >>