للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - في الساعة الخامسة مساء تقام حفلة شاي بسراي عابدين العامرة يحضرها ضباط الجيش على اختلاف رتبهم وأسلحتهم، وكذلك الضباط المتقاعدون من رتبة أميرالاي فما فوقها

رسائل عن مصر في أواخر القرن الماضي

أصدر متحف برولكين الأمريكي أخيراً كتاباً عنوانه (رحلات في مصر) وذلك من ديسمبر سنة ١٨٨٠ إلى مايو سنة ١٨٩١، وهي عبارة عن رسائل بقلم تشارلس أدوين ولبور، نشرها وعلق عليها العلامة الأثري الأستاذ جان كابار. ولمؤلف هذه الرسائل المصرية قصة مؤثرة فقد كان من علماء الآثار الأمريكيين. ووفد على مصر في أواخر القرن الماضي، وقضى بين أطلالها ومعابدها القديمة نحو عشرة أعوام في التنقيب والدرس، ثم توفي في سنة ١٨٩٦، دون أن يتمكن من نشر شيء من مباحثه العديدة، وترك مجموعة أثرية فخمة ومكتبة نفيسة عن الأثريات المصرية وهبهما أبناؤه إلى متحف بروكلين تخليداً لذكراه. وفي سنة ١٩٣٢ عثر الأستاذ كابار في هذه المجموعة على رزم من رسائل مهملة، وما كاد يتصفحها حتى أيقن بنفاستها وأهميتها من الوجهتين التاريخية والأثرية

ذلك أن تشارلس ولبور كاتب هذه الرسائل عاش في مصر في فترة وصلت فيها المباحث الأثرية القديمة إلى ذروة الازدهار؛ وكان بمصر يومئذ العلامة الفرنسي ماسبيرو يقوم بأعظم حفرياته ومباحثه، وكذلك العلامة الألماني هينريخ بروكش، والمستشرق الإنكليزي سايس، وكان ماسبيرو يومئذ قد وفق إلى أعظم اكتشافاته وهو اكتشاف الموميات الملوكية في الدير البحري؛ وكان مستر ولبور وثيق الصلات بأولئك العلماء الأعلام وبأعمالهم ومباحثهم، وكان أيضاً وثيق الصلات بالأهالي في المناطق الجنوبية التي يجري فيها الحفر، وقد وفق في حفرياته إلى اكتشاف بعض القطع الأثرية وأوراق البردي، وهي تحفظ الآن في المتحف البريطاني. فهذه الجهود والتطورات العلمية الهامة التي شهدتها مصر في أواخر القرن الماضي يصفها مستر ولبور في رسائله بإسهاب، ثم هو يصف خلالها حالة الريف المصري والمجتمع المصري يومئذ؛ وهذه الرسائل التي وجهها إلى أسرته وإلى بعض أصدقائه هي التي يضمها المجلد الضخم الذي أصدره متحف بروكلين وقام على

<<  <  ج:
ص:  >  >>