وغير ذلك من خصائص الأناسي. وقد كان بوذا الذي نحن بصدد مذهبه الآن هو الرابع من هؤلاء الأشخاص الذين تقمص الإله أجسادهم.
الفلسفة البوذية
لما تطورت البوذية على النحو الذي رأيناه آنفاً وخاضت فيما وراء الطبيعة، كان من المحتم أن يكون لها فلسفة، لاسيما وأن عناصر هذه الفلسفة موجودة في التعاليم الأساسية لهذه الديانة حيث قرر بوذا كما أسلفنا أن النجاة لا تتحقق إلا بعاملين متلازمين الزهادة والمعرفة، وأن من شأن الأولى أن توجد ديانة متصوفة، ومن شأن الثانية أن توجد فلسفة معقدة، وهذا هو الذي كان بالفعل، إذا أعلنت البوذية أن الإنسان لا يكون حكيما إلا إذا تمت له المعرفة، وهي لا تتم إلا إذا مر أمامه سلسلة مشاكل الكون المتماسكة الحلقات وأخذ في حل حلقاتها واحدة بعد واحدة. وعندها أن سلسلة المشاكل الكونية يجب أن يبدأ في حلها على النحو الآتي:
حيث إن الحياة مزيج من الألم والشيخوخة والموت، فأول الأسئلة التي ترد على الذهن هي: س: لم كان الموت؟. ج: لأننا ولدنا، ومن ولد يجب أن يموت. س: ولم ولدنا؟. ج: لأننا موجودون، والولادة والموت نوعان من الوجود، فالموت يقودنا إلى الحياة، والحياة تقودنا إلى الموت. س: ولم كان هذا الوجود؟ ج: لأننا خاضعون لارتباطات وثيقة بكل ما يغذي وجودنا، ولاسيما بالقوى الثلاث: المادية والنفسية والأخلاقية. س: ولم كان هذا الارتباط بالأشياء الخارجية أو الميل إليها أو الاتصال بها؟ ج: لأننا بالرغم من آلامنا الكثيرة نحس بظمأ إلى الحياة وشغف بها. س: ولم كان هذا الظمأ؟. ج: لأننا - وقد منحنا الإحساس - ننعطف بغريزتنا إلى البحث عن الإحساس اللذيذ، وهو يوجد في استمرار الحياة. س: ولم كان هذا الإحساس؟ ج: لأنه يوجد تماس بين أعضائنا وبين الأشياء الخارجية. س: ولم كان هذا التماس؟ ج: لأن لنا حواس ستاً تتجاوب مع ستة أنواع من الأشياء أو مع ست حقائق موضوعية وبالأحرى مع ستة اختصاصات. س: ولم كان الاختصاص؟ ج: لأن كل مشخص يتألف من كائنين: المادة والمدرك. ومعنى هذا أنه اسم وصورة في آن واحد. س: ومم جاءت الاسمية والصورية؟. ج: جاءت من أنه توجد معرفة، ووجود المعرفة يستلزم وجود كائن معنوي جدير بأن يعرف كما يستلزم وجود