للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيره حتى يكون داعية للصناعة المصرية فينصح لأصدقائه ويطلب من زعمائه أن يتخذوا الملابس المصرية.

وعيد الوطن الاقتصادي هو يوم نخصه للدعاية. ولسنا نعتقد أن في البلاد خصما واحدا لهذه الدعاية التي يقوم بها شبابنا لكن يكسبونا كرامة اقتصادية ما أعظم حاجتنا إليها في هذه الأيام السود التي تباع ممتلكات الفلاح فيها بيع السماح بل بيع الجبر في سوق الدلالة.

بين الشرق والغرب

لسكرتير لجنة الدعاية

قرأت لزميل نقدا ممضا مريض الحجة ينصب على الجامعة في غير روية ولا أناة. فما التقيت به حتى أخذت في لومه والعتب عليه مستكثرا منه أن يطعن في معهد يظله ويحتويه. فبرم بموقفي من نقده، واستشاط حماسة وانطلق يقول: إن القلم الذي لا يستطيع أن ينجو بالحقيقة من ضيق العواطف، ويكفل لها ساحة رحبة النطاق، واسعة الأفق، لهو قلم كليل قصير الأجل لا ينتظر له خلود. . واليوم الذي ترى فيه الجامعة طلابها وقد ملأتهم الجرأة في سبيل الحق. وسكن في قلوبهم استقلال الرأي، لهو اليوم الذي يؤمن فيه الناس بأن الجامعة قد أدت رسالتها على اكمل وجه وأتم صورة. . وانطلق الزميل

في بسط فكرته تحت تأثير عاطفة قوية وميل جامح. .! فقلت له ان الجامعة موطن علمك ومعين ثقافتك. فمن حقها عليك ان تتولى الذود عنها إن حاق بها اعتداء أو أصابها ضر. فان قعدت عن حمايتها فلا أقل من أن تحجم عن الاشتراك في هدمها. وتتورع عن المساهمة في طعنها والحط من شأنها. ولو صح استقصاؤك لما فيها من سوءات لما جاز لك ان تعلنه على هذه الصورة القبيحة المزرية التي تخفيها تحت ستار حرية الفكر، واستقلال الرأي. . وما إلى ذلك من ألفاظ لها قداستها التي خفيت عنك حدودها. وتوارت عن بصيرتك معالمها. وقداسة الحقيقة يا صاحبي لم تطلب إليك استقصاء السوءات والتغافل عن الحسنات. ولكن الزميل كان في ثورة حماسه لا يملك إلا الإيمان بفكرته وتسفيه ما يذهب إليه خصومه، فطال بيننا الجدال على غير جدوى. وفي الأسبوع نفسه قدر لي أن أستمع إلى مؤرخ إنجليزي عالمي يحاضر في مواقف مرت بوطنه فيلتمس له

<<  <  ج:
ص:  >  >>