منها تعرض مناظر مسرحها القومي، ولاسيما المناظر التي اشتهرت في التاريخ؛ من ذلك مناظر قدمتها فرنسا ترجع إلى القرن السادس عشر، وأخرى قدمتها سويسرا وإيطاليا وهي جميعاً تدل على روعة المسرح وازدهاره في عصر الإحياء؛ وفي هذه المجموعة الغريبة من المناظر الفنية يشعر الإنسان
بالدور العظيم الذي يؤديه المسرح في نشر الثقافة الفنية والأخلاقية في مختلف المجتمعات التي تتذوقه وتغذي مشاعرها منه. وسيبقى هذا المعرض الفني العظيم قائماً حتى شهر سبتمبر.
الروح الأوربي
ظهر أخيراً بالفرنسية كتاب عنوانه (الروح الأوربي) ' بقلم مسيو ديمون فلدن وفيه يعالج الكاتب مشكلة أوربية جديدة هي فقد ما يسميه هو (بالروح الأوربي). وقد كان جان جاك روسو يقول في القرن الثامن عشر إنه لم يبق في أوربا فرنسيون وألمان وأسبان وإنكليز. وإنما هنالك أوربيون فقط، ويرجع ذلك في رأيه إلى أن أحداً من هؤلاء لم يتلق تربية قومية خاصة. ورأي المؤرخ الفرنسي البير سوريل أن ذلك يرجع إلى نفوذ اليسوعيين لأنهم هم الذين يتولون شئون التربية في معظم أنحاء أوربا، ولكن أوربا اليوم قد تغيرت تغيراً عظيماً وأصبح (الروح الأوربي) القديم أثراً بعد عين. ذلك لأن النزعة القومية العميقة قد طغت بعد الحرب على أوربا طغياناً شديداً واتخذت لوناً محلياً يقرب إلى التعصب وقد كانت الفاشستية أول من وضع بذرة هذا التعصب القومي العميق، ثم جاءت الوطنية الاشتراكية (الهتلرية) في ألمانيا فأذكت هذه الحركة ودعمتها بفكرة الجنس أو الدم؛ وطغت هذه الموجة القومية العمياء على معظم المجتمعات الأوربية؛ وحتى فرنسا التي عرفت بنظرياتها الحرة الواسعة رأت نفسها مضطرة إزاء هذا التيار أن تنهج نفس المنهج، وأن تأخذ بهذه النزعة القومية الجديدة. والآن ينهار الروح الأوربي القديم انهياراً تاماً، ويندر أن يتفاهم رجال السياسة الأوربية على خطة أو جهة موحدة، لأن النزعات والمصالح القومية تمزق الدول والمجتمعات. هذه هي المسألة التي يعالجها الكاتب في كتابه بمنطق حسن وأسلوب جذاب.