للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأملت نفع الكتم فيه مغالطاً ... غليلي ولكن قل ما نفع الكتم

وقد كان لي عزم على الصبر صابراً ... فقد خانه بعد النوى ما نوى العزمُ

وأسعفها باللؤلؤ النثر جفنه ... ويسعفها من بعدها اللؤلؤ النظمُ

لنفسي أريد الوصل لا بعد موتها ... فلا خبر من بعد الممات ولا علمُ

لحي الله هذا العيش إن كان ما أرى ... فآنفه ظل وسالفه حلمُ

ويزعم صبري أنه لي عدة ... وأكبر ظني أن سيكذبني الزعمُ

فلا بعد إطلال الحمي القطر وحده ... ولا دارها دمعي ولا غلتي الظلمُ

تحرج عن وصلي مخافة إثمها ... فلا تحرجى إن الصدود هو الإثم

وأكثر أيامي تعقبها الأسى ... عليها ولكن قد تقلبها الذم

رضيت بما يقضي على قسط جوره ... فَلِمْ يغضب القاضي وقد رضي الخصمُ

واستمع إليه يقول متغزلاً، وفي هذه الأبيات يظهر مدى أثر الشعر الأندلسي فيه:

سنّ النسيم تعانق الأغصان ... أفلا يسن تعانق الخلانِ؟!

قد كان بينهم حديث ساكت ... ناجى خواطرهم بغير لسان

فهمت قلوبهم فلما لم يجب ... عنها اللسان أجابت العينانِ

والقلب يدرك وهو ليس بسامع ... لفظ الدموع بألسن الأجفانِ

يا راجلاً من عينه قد أصبحت ... في الناس مقفرة بلا إنسانِ

فإذا جرت منها الدموع فإنما ... تجرى لسقيا ذكرك العطشان

ومنها:

بلد بما يسقى غليلك ماؤه ... ما دمت تنزل منه في نيران

وعجبت من متوسل مستوصل ... بجهنم منه إلى بستان

وهو كذلك يقول:

يا هلالاً إذا أنار ضللنا ... وغُصَينا إذا تثنَّى ثنانا

بينما جلنار وجهك يبدو ... إذ رأينا في صدرك الرمانا

ومن غزله أيضاً:

تلذ بجنتها أعين ... وفيها الذي تجتنى الأنفسُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>