للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يا موقد البغي إن موقده ... لناره يصطلي بها حطبا

عمائم للسنان تلبسها الرم ... ح وترخى لها الدما عذبا

وتسبح العدا بها قضبا ... تخر يوم الوغى له القضبا

وله أيضاً:

سرت فكأن الليل قبل خدها ... فأبقي به قطفاً وأسند عقربا

فما استغربت في موطن الحب غربتي ... فهذا الدجى في صبحها قد تغربا

وقال يخاطب الليل:

فيا ليل ما افترق العاشقان ... إذا كنت بينهما حاضراً

فقد جاءني هاجري أصلا ... فلا يرجعن وأصلي هاجرا

وسرّبه غلتي واردا ... ولا تفجعني به صادرا

ودعني أطارحه شكوى الفراق ... واحفظ عهود الهوى ظاهرا

لعلك تعرف سر الغرام ... فتصبح للمبتلى عاذرا

وتعشق بدرك عشقي البدور ... وترجع مثلي بهم حائرا

فلا تبعث العجز قبل اللقاء ... ولا تتبع الأول الآخرا

فكم في حواشيك من طائر ... يقص به قلبي الطائرا

ويكسر صبحك لي عينه ... فيا ليل دمت له كاسرا

هذه نماذج عرضتها من شعر القاضي الفاضل وهي ليست أحسن ما في ديوانه، ولكنها هي التي تعطي الأديب صورة صحيحة عنه، وأردت بعرضها التنويه به كشاعر لا يزال ديوانه مخطوطاً، موجهاً نظر الأدباء والباحثين إلى الكنز الثمين الدفين في دار الكتب المصرية وغيرها - الذي إن كنا لا نستطيع نشره الآن، فإننا لا شك نستطيع الإشادة به على صفحات (الرسالة) التي تغار على نشر التراث العربي القيم، تاركا البحث والتحليل في شعره وأدب غيره من الأدباء والمغمورين إلى الباحثين والأدباء.

أما ديوان القاضي الفاضل فمخطوط بمكتبة معهد دمياط، وأخذت له صورة فوتوغرافية محفوظة في دار الكتب المصرية تحت رقم ٤٨٥٩ أدب.

محمد سعيد السحراوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>