احتفل أخيراً في بلاد الكرج والقوقاز بالعيد المئوي لمولد الشاعر الكرجي إيليا شافشفادزي، أعظم شعراء الكرج في القرن التاسع عشر وكان هذا الشاعر زعيماً وطنياً لعب دور عظيم في إذكاء الروح الوطنية بين مواطنيه، واتخذ الشعر والأدب سلاحاً لدعوته، ولبث مدى أربعين عاماً زعيم أمته الفكري؛ وقد نظم الشعر بكثرة وبراعة واشتغل بالأدب والصحافة، وكان له مع القيصرية مواقف وطنية مؤثرة؛ ولما صدر الدستور الروسي على أثر ثورة سنة ١٩٥٠، احتفظت القيصرية بكراسي مجلس الشيوخ لصنائعها من رجال البلاط؛ ولكنها لم تجد بداً من النزول على ضغط الحركة الوطنية في القوقاز، ورأت أن تهدئها باختيار ممثل لها في مجلس الشيوخ؛ وكان هذا الممثل هو الشاعر الكبير شافشفادزي أو البرنس شافشفادزي، وهو الأول والأخير الذي حظي بهذا الشرف؛ وقد انتظم الشاعر مع ذلك في صف خصوم القيصرية منذ مقدمه إلى بطرسبرج، فكانت النتيجة أن القيصرية توسلت إلى التخلص منه بوسائلها المعروفة. وكان أن قتل بعد ذلك بأشهر قلائل على أثر عودته إلى القوقاز. ولكن القيصرية لم تستطيع أن تقتل الحركة الوطنية التي أذكاها شافشفادزي بقلمه ولسانه، بل لبثت آثارها ماثلة في الجيل الذي خلفه، والذي استطاع فيما بعد أن يعاون في هدم القيصرية والطغيان. ومما هو جدير بالذكر أن ستالين زعيم روسيا وطاغيتها الحالي هو من مواطني الشاعر وتلاميذه في الوطنية والحركة التحريرية