للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليست العربية نسبة، ولكنها جامعة تؤلف بين القلوب، وفيها وفي شريعتها الحرية، وليست كمثل جامعة غربية، لأهلها ضجيج وعجيج (وأولئك الأغلال في أعناقهم)

فالعربي هو ذلك المتمدن المتحضر المهذب المثقف، المتعلم العالم العزيز الأبي الناطق بلسان القرآن. وليس بعرب (خراب بادية غرثى بطونهم) ولا قراضيب في (الجزيرة) ولا مد لغفون

وآنف من أخي لأبي وأمي ... وإذا ما لم أجده من الكرام

وقد قلت من قبل: ألا إننا كلنا أجمعين عرب أو عربيون وإنه ليحق هذا لهجة عربية ألهجنا منذ القديم بها، وأدب عربي نجعنا به وتروينا منه، وخلق عربي اشتملنا عليه. وما الأمة إلا لغتها وأدبها وخلقها، وكفى بذلك جامعاً، وإن النسب الواشج إلا زائدة، ولو عزا العازي كل أمة وفتش أصلها لتشظت وراحت أمم. . .

وهو قول لم يلاق مكذباً، ولم يجد أحد عنه متعقباً

وإن هذه العربية أم العلم، وربة التفكير، وزعيمة البحث والنظر - لن تقول لمصري من أبنائها - وهنالك في وادي النيل ما هنالك وهناك التاريخ الناطق، وهناك مجد باسق، فلن تقول له: طلس وطرس، بل تقول له: مجد وقدس؛ إنك قد سكنت جنتين، وكنت ذا المنقبتين، وكانت دارك مصدر المدنية، وموئل العربية قد جمعت العز من أطرافه: سؤدد (المصري) ومجد العربي

مصر مصدر العلم والمدنية

مصر موئل العرب والعربية

مصر! حيا الله مصر! حيا الله ربعها

محمد اسعاف النشاشيبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>