للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والعناصر كلها؛ وما أدري أن بين عباقرة الشرق العربي أحياء وأمواتا من سجن روحه بين جدران طائفته وحطم جناحي عبقريته في قفص إقليمه منكراً وطن فكرته الواسع الأرجاء. . .

هنالك تحت ظلال الأرز نصب لم يزل يهتف من أعلى ذرى لبنان بقوله:

أنا مسيحي ولي الفخر بذلك، ولكنني أهوى النبي العربي الكريم، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله. إنني اسكن المسيح شطراً من حشاشتي ومحمداً الشطر الآخر

أنا شرقي ولي الفخر بذلك؛ ومهما أقصتني الأيام عن بلادي أظل شرقي الأخلاق، سوري الأميال، لبناني العواطف

ذلك هو نداء جبران! فبماذا تجيبه يا فوزي؟

أفما أنت شاعر الأمة المشردة؟ أفما تمازجت في روحك كل عظمة من وحي أنبياء الشرق جميعهم، ومن إلهام عباقرته وفروسيته أبطاله في كل زمان ومكان؟. . .

افترضي أن يضرب حولك من لبنان نطاق يوقفك في طريق النهضة وقفة تمثال أودنيس في جبيل وباعال وباخوس بين أعماد بعلبك المحطمة؟. . .

لا وحقك يا فوزي، ما أنت في تقدير أخيك الذي قاد أوائل خطواتك نحو قمة الخلود، وفي تقدير كل نافذ لروحك ومدرك لعظمتك إلا المثل الأعلى للوطنية الحقه التي عشت من أجلها شريداً ومت من اجلها شهيداً. . .

اليوم لا ترى حولك إلا فئة قليل عديدها تطوف ممجدة فيك الشاعر المبدع الكبير، ولكنك سترى غداً أفواجاً من كل عنصر ومن كل قطر عربي تتوارد إليك لتحي فيك بطلاً من طليعة الفيلق الذي حطم سلاسل الأمة بتحطيم أصنامها والقضاء على أرباب شركها وأوهامها

فليكس فارس

<<  <  ج:
ص:  >  >>