ولكن لِمَ أزهف إلى تلك المذابح غير هياب ولا وجل؟ أي ربي العظيم! إني لأجرؤ أن أحمل في هذا الهيكل الخاشع قلباً يرمضه الألم، ويضنيه الغرام. رحماك ربي! إني لأحس بالرعدة تسري في كياني! اغفر ما اجترحت في بيتك من خطايا وآثام. كلا! إن نار الجوى التي تلتهمني لا تصبغ وجهي بحمرة الإثم. الحب طاهر ما أذكت الفضيلة لظاه، نقي نقاوة من أخلصت لها الوداد. إن غرامي ليلذع قلبي ولكن بجذوة مقدسة، فالصبر يشرفه والشقاء ينقيه ويطهره
لقد ذكرته إلى الغبراء، وإلى الطبيعة الحسناء؛ ذكرته أمام مذابحك المقدسة في غير وجل ولا إشفاق، وإني لأجرؤ على ذكره أمام عظمتك أيها الرب القدير! أجل! لقد تمتمت شفاهي بأسم إلفير برغم ما قذفه هيكله من الروع في فؤادي. إن ذلك الاسم الحبيب الذي تعيده الأجداث إلى الأجداث، وتهمس به الأموات في آذان الأموات، ليكدر سكون المقبرة الرهيب كما يكدره شقي زفر آهة معولة
تحية أيتها الرموس المقرورة! تحية أيتها المنازل المقدسة! لقد أعاد صدى الليل سويعاتنا السعيدة واويقاتنا الحبيبة حين أذريت دمعي أمامكن. شاهدت السماء مدامعي المسفوحة فقرت عيني وطابت نفسي
لعل (إلفير) التي تساهر وحيدة صورتي الحبيبة، تدلف في تلك اللحظة إلى معبد داج، مخضلة العينين بالدموع، وتجثو أمام المذابح القفرة تودع آلامها وأشجانها كما أودعت آلامي وأشجاني