في (صيد الخاطر) لابن الجوزي: ما زال المتيقظون يأخذون الإشارة من مثل هذا حتى كانوا يأخذونها من هذا الذي تقوله العامة ويلقبونه بـ (كان وكان) فرأيت بخط ابن عقيل عن بعض مشايخه الكبار أنه سمع امرأة تنشد:
غسلت له طوال الليل ... فركت له طول النهار
خرج يعاين غيري ... زلق وقع في الطين
فأخذ من ذلك إشارة معناها: يا عبدي إني حسنت خلقك وأصلحت شانك، وقومت بنيتك، فأقبلت على غيري فانظر عواقب خلافك لي. وقال ابن عقيل: وسمعت امرأة تقول من هذا (الكان والكان) وكان كلمة بقيت في قلقها مدة:
كم كنت بالله أقل لك ... لذا التواني غائلة
وللقبيح خميرة ... تبين بعد قليل
قال ابن عقيل: فما أوقعه من تخجيل على إهمالنا لأمور غدا تبين خمائرها!
٢٦٨ - المتنبي الأول
في (المختلف والمؤتلف) للآمدي: كان الأخطل الضبعي شاعراً، وادعى النبوة، وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها. فأخذه عمر بن هبيرة فقال ألست القائل:
لنا شطر هذا الأمر قسمة عادل ... متى جعل الله الرسالة تُرْتَبا
قال: وأنا القائل:
ومن عجب الأيام إنك حاكم ... علي، وأني في يديك قصير
قال: أنشدني شعرك في الدجال. قال أغرب ويلك! فأمر به فضربت عنقه
٢٦٩ - فرجت وكان يظنها لا تفرج
في (الغرر والدرر): أمالي أبي القاسم المرتضى: روي الصولي أن منشداً أنشد إبراهيم بن العباس وهو في مجلسه في ديوان الضياع: