قلت: هات نُتفة ورقة، رَ، أنظر، تكتب اللام من اليمين بالعربي هكذا (ل) وتكتبها بالإفرنجي من الشمال هكذا وتكتب النون العربية بهذه الصورة (ن) والإفرنجية بهذه الصورة بسبب رقمك إياها من جهة الشمال، والجيم العربية هي هذه (ج)، والجيم الإفرنجية هي هذه وهذه سيننا (س) وهذه سين الفرنج وقس على ما ذكر ما لم يذكر. وللجهة (جهة اليمين أو الشمال) أثر فيما تخاله اختلافاً، فالحروف واحدة غير أن الحضارة العربية - التي مدّنت أوربة كما يقول الإفرنج - قد نقحت الحرف العربي وحسنته؛ فالاختلاف الظاهر هو من حرف تقدم وارتقى وهُذّب، ومن حرف وقف. ولو استبدل مثلُ الصيني بحرفه الحرف العربي أو اللاطيني لكان له عذر مقبول، ولكن قومك قل لهم:(أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!)
ولما ندب الكماليون ذلك العالم الأوربي منذ بضع سنين ليفتش المدارس العالية في اصطنبول، وشاهد من تقهقرها بتغيير الحروف ما هاله، نصح للترك أن يعودوا سريعاً إلى الحروف العربية
فلما أوريت صاحبنا التركي الذي يكتب بالعربي حراً ما أوريته، وأنبأته بحديث العالم الغربي وجم وجوماً (فبُهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين)