عمر (رحمه الله) نزعها. فقال له هشام: أعدْ مقالتك، فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان، حتى إذا استخلف عمر (رحمه الله) نزعها. فقال: (والله) إن فيك لعجبا! إنك تذكر من أقطع جدك القطيعة ومن أقرها فلا تترحم عليه، وأنا قد أمضينا ما صنع عمر رحمة الله عليه. . .
٢٩١ - الورد والياسمين
قال هبة الله محمد النصيبي: كنت في زمن الربيع والورود في داري بنصيبين، وقد أحضر من بستاني من الورد والياسمين شيء كثير، وعملت - على سبيل الولع - دائرة من الورد تقابلها دائرة من الياسمين فاتفق أن أدخل على المهذب والحسن ابن البرقعيدي الشاعران فقلت لهما: اعملا في هاتين الدائرتين. ففكرا ساعة ثم قال المهذب:
يا حسنها دائرةً ... من ياسمين مشرق
والورد قد قابلها ... في حلة من شفق
كعاشق وحبّه ... تغامزا بالحدق
فاحمرّ ذا من خجل ... واصفر ذا من فرق
فقلت للحسن: هات، فقال: سبقني المهذب إلى ما لمحته في هذا المعنى وهو قولي:
يا حسنها دائرة ... من ياسمين كالحلي
والورد قد قابلها ... في حلة من خجل
كعاشق وحبه ... تغامزا بالمقل
فاحمر ذا من خجل=واصفر ذا من وجل
فعجبت من اتفاقهما في سرعة الاتحاد، والمبادرة إلى حكاية الحال!
٢٩٢ - أخاف ألا أموت في أوله
قيل لخالد بن صفوان: مالك لا تنفق؟ فإن مالك عريض
قال: الدهر أعرض منه
قيل: كأنك تؤمل أن تعيش الدهر كله
قال: لا، ولكن أخاف ألاّ أموت في أوله