للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما لِيَ إلا آل أحمد شيعةً ... وما لِيَ إلاَ مشْعَب الحق مشعب

فقال لي: إذا أصبحت فاقرأ عليه السلام، وقل له قد غفر الله لك بهذه القصيدة

وحدث نصر بن مزاحم المنقري أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ورجل بين يديه ينشده:

مَنْ لقلبٍ مُتيَّمٍ مستهامِ

قال: فسألت عنه، فقيل لي: هذا الكميت بن زيد الأسدي، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جزاك الله خيراً وأثنى عليه

وإذا كان الكميت قد نصر بشعره أهل البيت هذا النصر الذي كان له هذا الشأن، فإنه وهو الشاعر العالم لم يكن يتجاوز تأييدهم باللسان إلى تأييدهم بالفعل، وكان شأنه في هذا شأن القعدة من الخوارج كعمران بن حطان الشاعر وغيره، ولا غرابة في أن يكون للشيعة قعدة كما كان للخوارج قعدة، بل إن قعدة الشيعة كانوا أكثر من قعدة الخوارج لأخذ الشيعة بالتقية. وقد روى أبو الفرج الأصبهاني أنه لما خرج زيد بن علي كتب إلى الكميت: أخرج معنا يا أعيمش، ألست القائل:

ما أُبالي إذ أحفظتُ أبا لقا ... سم فيكم ملاَمةَ الُّلوَّامِ

فكتب إليه الكميت:

تجودُ لكم نفسي بما دونَ وَثْبَةٍ ... تظلُّ لها الغربانُ حوليَ تحجلُ

ولم يكن هذا منه يغضب أهل البيت عليه، بل كانوا هم أيضاً يضنون على نفسه ضنه عليها، ويحبون أن يبقى لهم بشعره الذي يفعل في هدم بني مروان ما لا يفعله بالسيف غيره

وكان على العراق في هذا العهد خالد بن عبد الله القسري، وعلى عرش بني مروان هشام بن عبد الملك، وقد اضطربت الروايات في وصول خبر الكميت وأشعاره إلى هشام اضطراباً كبيراً، فلنسق هذه الروايات المضطربة، ثم نأخذ بعد هذا في نقدها والترجيح بينها

قال أبو الفرج الأصبهاني: كان خالد بن عبد الله القسري فيما حدثني به عيسى بن الحسين الوراق قال: أخبرنا أحمد بن الحارث الفزاري عن ابن الأعرابي، وذكره محمد بن أنس

<<  <  ج:
ص:  >  >>