والجثو هو المعاد فيها. وإذا لم تعرف إمام العصر والزمان تتردد في عالم الكون والفساد على الأجساد ومحل الآلام حتى تعرف إمام زمانها وتدخل تحت طاعته؛ فإذا عرفت خلصت ونجت وارتقت، وإذا لم تعرف لا تزال تتردد حتى تعرف بعد المدد والدهور الطوال. قال بعض العارفين لولده: احرص يا بنيّ أن تخلِّصها في هيكل واحد ولا في هيكل ثان والسلام
- ٤ -
(فصل) اعلم (يا أخي) إن النفوس المنكرة لا تزال تتردد في عالم الكون والفساد والنشوء والبلى حتى تعقل منه المعقولات أعني معرفة إمام العصر والزمان. والسلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الهوى، وأطاع الملك الأعلى، وأمر بالتقوى، وكان من الفائزين، والسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
- ٥ -
(فصل) اعلم أن الجن ثلاث طبقات: الجن الغواصة، والجن الطيارة، والجن المرَدَة. أما بعد فإن الجن الغواصة هم الحكماء الغواصون في العلوم الحقيقية، والجن الطيارة هم الحجج والدعاة الذين يطيرون في علومهم من مكان إلى مكان، والجن المردة فهم أهل الظاهر المرقبون السمع العاندون للحق في كل عصر وزمان، فاعلم ذلك. قال عليّ (علينا سلامه): من عاند الحق هان، ومن تهاون في الدين انهان. وقال أيضاً: من استغنى بعقله ضلّ، ومن عجب بعلمه زل، ومن استعان بغير الله ذل، والسلام
- ٦ -
(فصل) اعلم أن دعائم الإسلام سبع، وعند أهل الظاهر خمس، وهي الصوم والصلاة والحج والزكاة والجهاد في سبيل الله (تعالى) والولاية والإمامة، أنكر أهل الظاهر الولاية والإمامة
قال النبي عليه الصلاة والسلام في حق عليّ يوم الغدير:(من كنت مولاه فعليّ مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من نكره، وأدرْ الحق معه حيث دار) هذا في الولاية؛ وقال النبي في الإمامة: (من مات ولم يعرف إمام زمانه معرفة جلية