والنحاس ودوره في التفاعلات الكيميائية بالنبات، والكلور وأثره في زيادة خضرار النبات وقلة نتحه، كذلك الفلور واليود وأثرهما في زيادة نمو النبات. وعن السليكون وأهميته في تمثيل حامض الفسفوريك في النبات، والصوديوم وفائدته في حالة قلة البوتاسيوم. وغير هذه العناصر كثير مما تحدث عنه العلماء نتيجة لتجاربهم وملاحظاتهم مما جعل بعضهم يضيفها إلى قائمة العناصر الأساسية، وإن كانوا لا يعنون في أغلب الأحوال أن تكون أساسية إطلاقاً، أي أنها لازمة لكل أنواع النبات، أو أن فقدها يسبب هلاك النبات. وسترى فيما نعرض في هذا الحديث مكان الزنك بين هذه العناصر المختلفة التي يحتاجها النبات، والآثار التي تترتب على فقده، والأخطار التي يتعرض لها النبات عند حرمانه منه، وذلك ما جعل موضوع أساسيته محل البحث والدرس عند العلماء في الوقت الحاضر
ولقد كان (رولن) أول من لاحظ ضرورة وجود الزنك لنمو بعض الفطريات، وأثبت أنه في حالة عدم وجوده يضعف نمو الفطرة ويقل ازدهارها، وقال إنه حتى في حالة عدم إضافته يكون موجوداً مع مركبات العناصر الأخرى نظراً لعدم نقائها، ولعل ذلك هو السر في تجاهل شأن الزنك. وقد عضده في ذلك (جافييه) بتجارب أجراها على الفطرة (اسبرجلس) ثم أعاد (شتينبرج) تجارب (جافييه) محاولاً تنقية مركبات العناصر التي كان يغذى بها الفطرة من أي أثر للزنك، فوجد أن نموها قد تأثر كثيراً. على أن أحداً من هؤلاء لم يقطع بأن الزنك عنصر أساسي لنمو النبات. بل لقد افترضوا آنئذ أن الزنك ما هو إلا حافز في حالة الفطرة. ولكن (رولن) أبدى رأيه في أساسية الزنك للنباتات الراقية، بيد أنه كان متحفظاً، فلم يقطع بذلك بل تركه للزمن يحققه ويمحصه
وقد أثبت كثير من العلماء تأثر النبات بكمية الزنك التي تضاف إليه، ومن أخص هؤلاء (ميز) و (سومر) و (ليبمان) الذين كانت تجاربهم مضرب المثل في الدقة والعناية والبعد عن مظان الضعف أو مواطن التشكيك، كاختبار الزجاج الذي تجري به التجارب للتأكد من خلوه من الزنك، كذلك خلو الماء الذي تروى به النباتات أو الغبار الذي يعلو المزرعة، أو المركبات الكيميائية التي تستعمل في المحاليل الغذائية، مثل هذه التجارب كان من أهم نتائجها إثبات ضرورة الزنك لنمو النباتات
وقد أثبت (هامس) في سنة ١٩٣٢ فائدة الزنك لأشجار الليمون كما أوضح (هجلاند) في