للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في يوم ريح، لعلي أضل الله

وهيهات أن يضل الله، أن يفوت الله هارب من عذابه (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون)

وهيهات أن يضمحل في الوجود شئ؛ إن (الكتاب) يقول: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً، إن الله على كل شيء قدير) (يا بني إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) والعلم العربي قد أعلن (بقاء المادة) ونادى أن لا تلاشي للأشياء. قال عبد الحميد بن هبة الله في كتاب شرحه لنهج البلاغة: (إنا نرى الحيوانات الميتة إذا دفنت في الأرض تتقص أجسامها وكذلك الأشجار المدفونة في الأرض؛ على أن التحقيق أن المحترق بالنار والبالي بالتراب لم تعدم اجزاؤه، وإنما استحالت إلى صور أخرى)

ذلك قول الله، وقوله الحق. وهذا قول العلم العربي المثبت بالعلم الغربي فلن يضل الله محروق أو غريق أو مفرفر في الغيل مأكول، ولن يضيع في العالم ضائع ولن يعدم في الوجود كائن. إن الطبيعة خزانة الله حافظة أمينة (وكان الله بكل شيء محيطا)

(فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم)

الإسكندرية

(* * *)

<<  <  ج:
ص:  >  >>