للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- (فتذكرت الحكمة القائلة: داروا سفهاءكم) درزي. . .! أليس للدرزي دين. . .! يا شيخ كيف تتهمني بالكفر؟

- كيف أكفرك. . .! ألست مسيحياً أباً عن جد؟

- بلا! وليت ذلك لم يكن؛ إذن لكنت حراً في نوع صوفيتي مع الله؟ وفي تكوين عقيدتي بالله. . .!

- أفلا تعتقد بقول المسيح: من ليس معي فهو علي؛ وبقوله يخاطب الكهنة: من سمع منكم فقد سمع مني، ومن احتقركم فقد احتقرني؟ ثم الست الزاعم بان الإكليروس هم انكشارية الدين المأجورون؟ وذلك نصرة لبدعة فاسدة ادعاها رجل كاذب يدعى محمد. قل لي هل يستوي النور والظلام؟

- لا. لا يستويان

- فكيف إذن تجمع بين المسيح - الذي هو طريق الحق والحياة - ومحمد؟ وكيف تدافع عن محمد وأنت من جند المسيح؟

- يا سيدي!. . . قل لي أمن الإيمان أن نمتهن بقية العقائد؟. . . ثم ما رأيك في الشريعة الموسوية؟. . أليست - في حكمك - شريعة كاذبة لأنها ليست من تشريع المسيح؟. . وهل كان الرسل لينسخ اللاحق منهم شريعة السابق أم ليكملها؟ وهل فاتك قول المسيح ما جئت لأنقض بل لأتمم؟. . فموسى ومحمد إذن حكمهما من حيث الصدق والكذب واحد

- حاشا! حاشا أن اعتقد ذلك فشتان بين موسى كليم الله الذي أنقذ أمته وجعل العصا في يد فرعون حية، وأخرج من الصخر الأصم مياهاً نقية، وبين محمد - نبيك - الذي لم تؤثر عنه مكرمة، ولا سمعت له معجزة

- وأية مكرمة افضل من إخراج محمد قومه من حظيرة الشرك إلى حظيرة التوحيد؟

- ليته لم يفعل ذلك. إذن لسهل على المسيحية أن ترد هذه الخراف الضالة إلى قطيعها

- ولم تردها الآن مادامت ضالة عن القطيع!. . .

- هيهات ذلك، هيهات أن يفلت الحمل من مخلب الذئب

- بل هيهات أن يسلم الذئب من رصاصة الراعي وعصاه، وان يصل الباطل إلى قمة الحق وذراها. والآن دعنا نحسم هذا الجدل العنيف، وقل لي ما الذي تشترطه على محمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>