للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لبيكر، و (مارسيليز السلام) للامارتين

وكان صالون مدام جيرارون غاصاً ذات يوم برهط من أدباء فرنسا وعلى رأسهم الشاعر الشهير: الفرد دي موسيه، وكان الحديث يدور رد لامارتين، فأنبرت ربت الصالون تقول:

لا مشاحة في أن قصيدة لامارتين آية في البلاغة ولكنني كنت أوثر رداً اكثر إيلاماً منها، فأنا متطرفة في الوطنية، ولا تزال عقيدة الوطن راسخة في ذهني وكم كنت أود لو تصدى واحد من شعرائنا لذلك الشاعر الألماني المتحمس، فكال له الصاع صاعين! فقال لها الفرد دي موسيه: وأنا على رأيك يا سيدتي. وهنا صاح به الحاضرون: عليك بالرد إذن. . . عليك بالرد، وقد أحاطوا به ملحين. ثم اقتادوه إلى حديقة لدار، وأوصدوا باب الصالون دونه، بعد أن زوده بالورق والقلم، ولفافتين من التبغ! ولم يمص إلا وقت وجيز حتى أتوا إليه فوجدوه قد احرق اللفافتين ونظم القصيدة التالية في الرد على نشيد الرين وهي: -

قد نلنا الرين نهركم الألماني!

وقد وسعه جام من جاماتنا!

فهل لأنشودة يسير بها القوم هازجين أن تمحو الأثر العظيم الذي تركته حوافر جيادنا

المصبوغة بنجيع دمائكم؟!

قد نلنا الرين نهركم الألماني!

فان في أحشائه جرح يسيل دامياً من عهد ما مزق (كونديه) القائد الفرنسي الظافر ثوبه

الأخضر!

ولا شك في أن الأبناء لمارون حيث مر الآباء!

قد نلنا الرين نهركم الألماني!

أين كانت فضائلكم الجرمانية يوم كان بابليون القدير يبسط ظل سلطانه على سهولكم؟!

وأين وقع آخر عظم من عظام رجالكم؟!

قد نلنا الرين نهركم الألماني!

فان كنتم نسيتم تاريخكم، فإن بناتكم اكثر احتفاظا بذكرانا منكم، فقد صببنا في كؤوسنا

نبيذكم الأبيض!

قد نلنا الرين نهركم الألماني!

<<  <  ج:
ص:  >  >>