واتباعهما. . . ومؤلف الكتاب هو الأديب المؤرخ الإنجليزي الكبير ا. هـ. كار. . . وقد استطاع أن يلم بحياة المترجم إلماماً يثير الإعجاب ومن أحسن ما قال فيه:(فلإن تكن جهود باكونين قد انتهت آخر الأمر إلى أيدي عصابة من الأبالسة، فليس الذنب ذنب تعاليمه، فالرجل كان ينشد لروسيا حرية وحكومة صالحة أمينة على مرافق الأمة، لا حكومة جبارة حمراء، تستمد حمرتها من الدماء الزكية التي تسفكها. . . وقد كان باكونين غولاً يرتعد منه القيصر، فلما فر الزعيم من وجهه إلى أوربا ناشد قياصرتها باسم المودة أن تقبض عليه وتبعث به إليه. . . وقد فعلوا. . . فقد قبض عليه في درسدن وحوكم بتهمة التآمر على سلامة الدولة وحكم علية بالإعدام، وأرسلت به الحكومة إلى النمسا ولا ندري لماذا، فأيدت الحكم عليه بالإعدام محاكمها الإمبراطورية. . . ثم أرسل من هناك إلى روسيا، فصدر عليه نفس الحكم؛ ثم خفف بالنفي إلى أصقاع سيبريا. . . وقد ظل هناك بضع سنين. . . وكتب إلى القيصر يستعطفه ويرجوه أن يمنح البلاد بعض الحقوق الدستورية، ولكن القيصر سخر بكتابه. . . غير أن باكونين فر من منفاه، واستطاع أن يركب البحر إلى أمريكا، ومنها إلى أوربا، ووصل إلى كوبنهاجن، ولكن عيون القيصرية كانت تترصده، فثنى عنانه إلى فرنسا، واستقر في ليون، يعاني شظف العيش ويتجرع غصص الحياة، حتى وافته منيته سنة ١٨٧٥). هذا وقد تأثر كبار أدباء الروس بتعالم باكونين وفي مقدمتهم دستوفسكي وتولستوي وترجنيف
تطور القصة البوليسية
تشغل القصة البوليسية اليوم أوسع مكان في الأدب القصصي، بل هي اليوم احب أنواع القصص الشعبي وهي تستهوي الشباب بنوع خاص، ومن ثم كانت العناية بتهذيبها وصقلها اليوم. ويعتقد البعض خطأ أن القصة البوليسية حديثة العهد بين أنواع القصص؛ والواقع أنها قديمة النشأة وتجد مادتها في التاريخ بكثرة غير أنها اتخذت في العصر الحديث صبغتها الفنية الجديدة، واصبح بطلها التقليدي رجلاً مغموراً لا أسرة له، يستهويه بحث الغامض وتحقيق القضايا المعقدة ومطاردة الجناة البارعين في التستر والتخفي. وقد كان هذا البطل في البداية يقدم إلينا في صور وصفات بغيضة أخصها القسوة والخشونة وحب التنكيل والتشفي؛ وفي مثل هذه الصورة يبدو لنا (جافير) أحد أبطال قصة (البؤساء) لفكتور