علم الإمارة الذي كان يحمل أمام رئيسه. ومما لا شك فيه أن بعض هذه الرموز كانت اسماً للمقاطعة باللغة الهيرغليفية، وكان البعض الآخر رموزاً للقبيلة؛ ومن هذه الرموز ما هو في شكل حيوان كالأرنب والوعل
ويعتقد العلماء أن أصل هذه الرموز راجع إلى إن مصر كان يسكنها في وقت ما قبائل مستقلة، كل قبيلة ترمز لنفسها بنوع خاص من الحيوانات أو النباتات يكون معروفاً لجميع أهلها ويميز كل قبيلة من غيرها
وحدث قبل قيام الأسرة الأولى أن انضمت قبائل الوجه القبلي وكونت مملكة واحدة، وكذلك فعلت قبائل الوجه البحري ثم قامت محاولات لتوحيد القطرين، وتم ذلك على يد رجل واحد عرف باسم مينا. ويرجح أنه بقيام الأسرة الأولى انتهى الدور الطوطمي بمدلولاته الاجتماعية؛ وأهم ما تركه من آثار مجموعة الآلهة التي في جسم إنسان ورأس حيوان مثل تحوتي ورمز له بطائر أبي منجل، وسبك ورمز له بالتمساح، وحوريس ورمز له بالصقر
كان اندماج القبائل في كل من الوجهين القبلي والبحري أمراً طبيعياً، لأن انتشار الزراعة أدى إلى الرغبة في الاستقرار وإدراك المصلحة المشتركة؛ أما انضمام الوجهين إلى بعضهما فقد كان أقل ضرورة، إذ كون كل منهما وحدة جغرافية قائمة بنفسها؛ ولذلك يرجح أن هذا الضم تم على يد رجل ذكي دفعته أطماعه إلى ذلك. هكذا استطاع مينا أن يوحد القطرين وأصبح الميدان حراً لظهور شعور قومي. ومع أن المصريين حافظوا على ذكر هذا الضم وحرصوا على إظهاره في ألقاب الملك وفي أسماء دواوين الحكومة إلا أن الاندماج كان في الواقع تاماً وأبدياً فأصبحت مصر منذ ذلك الوقت - عدا فترات الفوضى القصيرة - مملكة واحدة