رعبي واشمئزازي وضغينتي وإشفاقي كأنها صوت واحد يتعالى مني
فيا أيها الشجعان المحيطون بي، أيها الشذاذ المكتشفون يا من تقتحمون مجاهل البحار مستسلمين للشراع الغدار وأنتم تسرون بالمعميات والألغاز، عبروا رؤى المنفرد وحلوا ما رأى من معميات وقد كمن فيها ما كان وما سيكون
أيّ هذه الرموز يدل على ما فات وأيها يدل على ما هو آت؟
من هو الراعي الذي اندست الأفعى في فمه، ومن هو الإنسان الذي سيصاب بمثل هذه الداهية الدهماء؟
على أن الراعي بدأ يشد بأسنانه منفذا ما أشرت به، وما لبث أن تفل دافعاً برأس الأفعى إلى بعيد، ثم أنتفض ووقف على قدميه
وتبدلت هيئة الراعي فلم يعد راعياً حتى ولا إنساناً، إذ جلله الإشعاع وضحك ضحكة ما سمعت حياتي مثلها
لقد سمعت يا أخواني ضحكة ليست من عالم الإنسان ولم أزل منذ ذلك الحين أحترق بشهوة لا أجد ما يطفئها. إن شهوة هذه الضحكة تنهش أحشائي فكيف أرضى الموت بعد الآن