فارتجفت يدا زبيدة كأن فيهما كهرباء، وفتحت السفط، ثم جعلت تخرج ما فيه من طرف وتحف. . .
ولكنها اقشعرت فجأة، حينما اصطدمت يداها بكوث أحمر. . . ثم بثوب فيه شيء ثقيل. . .
ماذا. . . وا حرباه!! رأس عمران الجميل. . . الرأس الذي كان يرسل عينيه الساحرتين الدعجاوين في عينيها الوامقتين المشغوفتين. . .! الرأس الذي كان لسانه يصوغ أحلى عبارات الغزل! الرأس الذي كان فمه ينفخ في الناي فترقص الملائكة. . .
- زبيدة!! أحزينة أنت!
- اقتلني. . . اقتلني يا صادق!
- لا. . . بل أعاقبك بأشد من القتل! ستعيشين لي! انظري! هاتان الشفتان المرتعشتان ستنطبقان على شفتيك برغمك. . . لا شفتا عمران! وهذا الوجه المكلثم المجعد الشائه سيزعجك دائماً. . . وهذا الصدر الثقيل سيضايقك أبداً. . . ستكونين لي بعد عمران يا زبيدة! لن يشركني فيك أحد بعد اليوم! أليس كذلك؟ ها ها. . . ها. . .)
ولفت الدنيا برأس زبيدة، ولكن فكرة طافت بدماغها فجأة فجثت تحت قدمي صادق علي، وطفقت تتوسل وتتضرع، وتلف يديها على وسطه، حتى إذا لمست خنجره، انتزعته بقوة، ثم أغمدته في صدرها. . .
- لا لأن أكون لك أيها المسخ، وسأكون إلى الأبد لعمران. . . سأضل وفية لك يا عمران. . . لك وحدك. . . يا. . . عمران!. . .
الشباب للشباب يا شرق. . . وإلا. . . فالكوث الأحمر يعمل عمله