القرائح الحديثة. . . فبينا ترى جهازاً أتوماتيكيا (آليا) يكلمك ويشرح لك نظريات نيوتن وجاليليو في الحركة والجاذبية إذا بك تنظر إلى جهاز آخر يوضح لك كيف تستنبط الكهرباء بأبسط الوسائل، وكيف استخدمت الكهرباء بعد الاهتداء إليها في الإضاءة وتحريك الآلات ونقل الصوت باللاسلكي والصور بالتلفيزون. . . وتسير بضع خطوات فترى فوقك العالم السماوي بأكمله، وقد جرت فيه كل النجوم والكواكب، ووضحت فيه سدم المجرة، وهكذا تعرف من الفلك ما كان يعوزك أن تعرفه في أعوام. . . ثم تنتقل فترى معهداً للحياة يضع بين يديك لامارك وهكسلي وداروين، ويريك كيف تدرجت الحياة من الذر إلى هذا العالم الحافل بعجائب المخلوقات. . . وأنت فيما بين هذا تشهد التجارب المدهشة لإثبات قوانين مندل في الوراثة واستكشافات باستير وكوخ في عوالم المكروب. . . وقل مثل ذلك في كل ما أفاد العلم في البر والبحر وتحت الماء وفي أجواز الفضاء. . . وقد تكلفت هذه الدار ملايين الفرنكات، على أنها عوضت ما أنفق عليها، إذ قد زارها حسب إحصائية المعرض في المدة من ٢٥ مايو إلى ٧ أكتوبر الماضي ١ , ٦٠٠ , ٠٣٨ زائراً دفعوا جميعاً رسوم الدخول. وزارها غير هؤلاء ٤٠٠ , ٠٠٠ طالب وعالم وأستاذ، من جميع أنحاء الأرض، وعقدت فيها المؤتمرات العلمية الطريفة لتبادل الآراء ومناقشة أحدث المستكشفات
ألف ليلة بالإنجليزية
ما يزال كتاب ألف ليلة وليلة موضع إعجاب الأمم الأوربية عامة والإنجليزية خاصة، ولقد ظهرت ترجمات كثيرة لبعض قصص الكتاب في لغات شتى، ولكنه لم يترجم ترجمة كاملة إلا هذا العام، وقد ظهرت الترجمة بالإنجليزية في أربعة أجزاء $ تعرض للبيع بأربعة جنيهات وربع الجنيه، وهو ثمن يبهرنا نحن الشرقيين ويزعج جيوبنا، ولكنه يدل على الروح العالي الذي يتقبل به الإنجليز كنوز المؤلفات الرفيعة. ومترجم ألف ليلة هو الأديب الإنجليزي الكبير بويس ماتر، وقد وضع نصب عينيه وهو يترجم الكتاب أن يتحاشى العيوب التي ظهرت في ترجمة جالان الفرنسية (١٧٠٤ - ١٧١٢) وترجمة لينز الإنجليزية (١٨٤٠م) وترجمة سير ريتشارد برتون (١٨٨٠م) - ولم يفته أن ينتفع بمحاسن الترجمة الفرنسية التي وضعها الدكتور ج. ماردروس (١٨٩٩) وقد قلد هذه