في الليلة الصافية
والسماء يفيض على حواشيها شعاعه
خرير الينابيع بين الأعشاب اللامعة
والأزهار النائمة التي ينبهها المطر
وكل ما أطرب وأفرح وسر ألا يفوق لحنك منه شيء
علمنا أيها الطائر!
أي جمال في أفكارك!
فإني لم أسمع مقطوعة في حب أو خمر تفجر في النفس كمثل
ما يفجره لحنك من الغبطة الإلهية
إن الحان العرس وأغاني النصر إذا قيست إلى ألحانك لا
تبدو إلا ضجة فارغة أو فراغاً لا معنى له.
لأية غايات تترامى ينابيع صيحاتك الفرحة؟
أية حقول وأية أمواج أو جبال؟
وأية مشاهد في الأرض أو في السماء؟
وأي حب للقريب؟ وأي جهل للشقاء؟
إن العناء لا يسكن مع فرحك الظاهر القوي؟
وخيال الضجر لا يَمسُّك أبداً
إنك تحيين ولكنك لم تعرفي أبداً شبح الحب الكئيب
سواء كنت نائمة أو يقظى، فإن لك أفكاراً على الموت اثبت
حقيقة مما نحلم به
وإلا فكيف تسبح أنغامك كالأمواج البراقة؟
إننا ننظر أمامنا ووراءنا، وإنا لنشحب بعد الفناء؛
وضحكتنا الأكثر صفاء هي مشوبة ببعض الألم؛
واجمل أغانينا الأغاني التي ترجع لنا أفكارنا الكئيبة،
على أننا لو قدرنا أن نجتنب الخوف والبغض والكبرياء