يا ذا الجمال، إن الذي في العش هو حُبك الذي يغمر الروح باللون والصوت والأريج
إن الصبح يسفر وفي يمناه سلته الذهبية وقد امتلأت بالزهور الجميلة يكلل بها وجه الأرض
والليل يسدل أستاره على المروج الممحلة وما فيها سوى أعشاب تعافها الأنعام، وعلى الطرقات الموحشة، وبين يديه جرته الذهبية وفيها رشفات باردة من الأمان، أتى بها من المحيط الغربي الساجي
ولكن هناك. . . هناك حيث تمتد السماء إلى اللانهاية فتجد الروح مكاناً فسيحاً ترفرف فيه، يتألق دائماً النور الأبيض فلا نهار ولا ليل، ولا شبح ولا لون، ولا. . . ولا حديث
- ٦٧ -
إن شعاع شمسك ينطق إلى أرضي ممتد الزراعين، فيقف بإزاء بابي طيلة اليوم ليرتد إليك وبين يديه معاني عبراتي وأناتي وأغاريدي
في لذة النشوة لففت صدرك المرصع بالنجوم في ملاءة من السحب الندية استحالت إلى أشكال وطيات ثم بهرجتها بأصباغ ما تزال تتغير
إنها براقة متقلبة، رقيقة دامعة ومظلمة، لذلك أنت تتعشقها أيها الطاهر النقي، وهذا هو السبب في أنك تخيرتها لتغطي على ضوءك الساطع المهيب بظلها الرفيق
- ٦٨ -
إن تيار الحياة الذي يتدفق في عروقي صباح مساء هو الذي يتحدر في أنحاء العالم فيهتز على نغم لحن جميل
وهو الحياة التي تخترق الأرض مرحة في نبات لا عداد له ثم تتفجر عن موج مضطرب من الأوراق والأزهار
وهو الحياة التي تهدهد في مهد محيط الحياة والموت، بين المد والجزر
إنني أستشعر الجلال في أطرافي من أثر لمسات دنيا الحياة؛ وكأن كبريائي وهي أثر خلجات الحياة في العصور الماضية، كأنها تضطرب في عروقي هذه الساعة