أما بعد فأين هي الأخطاء التي تراها في هذه المقالات؟ وما أصبرك عليها يا سيدي وللتاريخ حق عليك وللعربية حق؟
إنه واجب أؤديه غير مأجور عليه من أحد إلا وفاء لصديق أحللته من نفسي وأحلني من نفسه، ووفاءً للتاريخ؛ فإن كان فيما أكتب عنه شيء تراه إلى الخطأ فإن للعلم أمانة عندك لا يقيلك منها شفيع الزمالك ومصر الجديدة. . . وإنه ليسرني أن يكون الدكتور زكي مبارك هو الذي يحاول تصحيح أخطائي وبيني وبينه ما بين القاهرة وبغداد؛ ولكن احرص يا صديقي على أمانة العلم. ولا تكن أخطائي عندك من مثل ما قدمت: دعوى بلا بينة، وإلا فراحة لك أولى وأنا عذيرك
والسلام عليك ورحمة الله
(شبرا)
محمد سعيد العريان
من أوراق البردي المصرية
كتب العلامة الأثري الدكتور فريدمان، لمناسبة ما قرره مؤتمر الأوراق البردية من الانعقاد في مدينة فينا لسنة ١٩٣٩، يصف مجموعة أوراق البردي المصرية والعربية القديمة التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية النمسوية ويقول إن هذه المجموعة هي الثانية في العالم من حيث كميتها وقيمتها الأثرية، وإنها حملت من مصر إلى النمسا في أواخر القرن الماضي، واشتراها الأرشيدوق رينر ثم وهبها بعد ذلك للمكتبة الوطنية. ومن أنفس أوراق هذه المجموعة وثيقة ترجع إلى نحو ثلاثة آلاف عام، وهي وثيقة زواج تعس تبسط فيها الزوجة، واسمها أرتميزا، قصة شقائها وبؤسها، وهي يونانية تزوجت في مصر، ثم أساء زوجها معاملتها فكتبت قصتها وشفعتها بالدعاء بلعنه. وكان المعتقد في ذلك العصر أن مثل هذه اللعنة تلحق المذنب مادامت محفوظة في أحد المعابد المقدسة، وهو نوع من السحر الأسود كان ذائعاً في العصور القديمة. ثم وثيقة عربية كتبت على البردي وترجع إلى القرن الأول الميلادي وموضوعها كتاب غرام بعث به عاشق إلى حبيبته، وجملته حمامة