والمغنيات يغنين حينئذ، والأطبال والأبواق والأنقار تضرب خارج الباب
ثم قام الأمير واخذ بيد زوجته، ونزل وهي تتبعه. فركب فرسه يطأ به الفُرُش والُبُسط. ونُثرت الدنانير عليه وعلى أصحابه وجُعلت العروس في محفة، وحملها العبيد على أعناقهم إلى قصره والخواتين بين يديها راكبات، وغيرهن من النساء ماشيات. وإذا مروا بدار أمير أو كبير خرج إليهم، ونَثر عليهم الدنانير والدراهم على قدر همته حتى أوصلوها إلى قصره
ولما كان الغد بعثت العروس إلى جميع أصحاب زوْجها الثياب والدنانير والدراهم. وأعطى السلطان لكل واحد منهم فرساً مسرجاً مُلجماً، وبدرة دراهم من ألف دينار إلى مائتي دينار وأعطى الملك فتح الله للخواتين ثياب الحرير المنوعة والبدر؛ وكذلك لأهل الطرب - وعادتهم ببلاد الهند ألا يعطي أحد شيئاً لأهل الطرب. إنما يعطيهم صاحب العرس. وأطعم الناس جميعاً ذلك اليوم. وانفض العرس
وأمر السلطان أن يعطى للأمير غداً بلاد المالوة والجزات وكنباية ونهر والة وخيل فتح الله المذكور نائباً عنه عليها، وعظمه تعظيماً شديداً.